هل سقط المغرب عن وعي أو بدونه في فخ الإمارات والسعودية بانخراط في حرب اليمن التي تؤدي الى انفصال الجنوب

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد

تطورت الأوضاع في اليمن وأصبحت ما تعرف بالحكومة الشرعية تطالب بمحاكمة الإمارات العربية المتحدة بتهمة ضرب وحدة البلاد، ويبدو أن هذه الحرب التي انخرط فيها المغرب كانت تهدف منذ البدء الى تقسيم البلاد، فهل كانت الإدارة المغربية واعية بهذا المخطط أم سقطت في فح الإماراتيين.

ويعيش اليمن حربا منذ أربع سنوات بعدما تدخلت مجموعة من الدول بزعامة العربية المتحدة وعضوية كل من الإمارات العربية ومصر والسودان ومشاركة مغربية بكوماندوهات وبسلاح الطيران ومنها طائرة ف 16 جرى إسقاطها في الحرب.

وجرت عملية التدخل تحت شعار مساندة الشرعية أي السلطات التي يرأسها هادي عبد ربه، وبعد أربع سنوات من الحرب يتبين الهدف الحقيقي من التدخل الإماراتي والسعودي وهو محاولة تحجيم نفوذ اليمن عبر القضاء على الحوثيين وتقسيم اليمن بين يمن جنوبي موالي للإماراتيين ويمن شمالي في يد الحوثيين في أفق القضاء عليهم.

وفي ظل تطور الأوضاع، دعمت الإمارات العربية قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يرغب في انفصال الجنوب واستعادة اليمن الجنوبي التي كانت قبل الوحدة نهاية الثمانينات. وبهذا، تسيطر الآن الإمارات على الجنوب وترغب في بسط نفوذها في مدينة عدن ذات الميناء الاستراتيجي في مرقبة معبر المندب.

ووصل الأمر بما يسمى السلطة الشرعية الممثلة في الرئيس هادي عبد ربه الى تقديم شكوى الى الأمم المتحدة بالإمارات العربية التي جاءت كدولة مساعدة وانتهى الأمر بها الى تطبيق المخطط السري وهو تقسيم البلاد.

لم تساهم حرب اليمن في استعادة الشرعية بل تشهد ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما تشهد ارتفعا للنفوذ الإيراني عبر القوة التي أصبحت عليها حركة الحوثيين وأخيرا تقسيم البلاد.

ويعد المغرب من الدول التي ساهمت بشكل فعال في بداية الحرب من خلال إرسال ست طائرات ف 16 وبعض الكوماندوهات، وانسحب المغرب بعد مرور أكثر من سنتين. وهنا التساؤل: هل كانت الإدارة المغربية بمؤسستها العسكرية والدبلوماسية والاستخبارات تعرف مسبقا مخططات الإمارات والسعودية وانساقت معها أو غاب عنها حس التحليل الاستراتيجي وانخرطت في لعبة إقليمية دون وعي منها وبزعامة سياسي مغامر متعطش للسلطة وهو ولي العهد السعودي محمد بنسلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.

كانت مشاركة المغرب بشكل محتشم سياسيا دون بحث ذلك في البرلمان، وجرى الانسحاب بشكل محتشم أكثر دون إعلان رسمي سوى ما صدر عن وزير الخارجية ناصر بوريطة في حوار مع قناة الجزيرة منذ شهور، وجرى الانسحاب بدون نقاش في البرلمان. فهل نحن أمام أكبر الأخطاء التقديرية للدولة المغربية في السياسة الخارجية.

وتعد مشاركة المغرب في حرب كانت ترمي الى الوحدة وانتهت بالانفصال بمثابة فتح النار على رجله نظرا لكونه يدافع عن وحدة أراضيه في الجنوب وانتهى به المطاف بالمشاركة في لعبة إقليمية مضادة للقيم التي ينادي بها.

Sign In

Reset Your Password