صادقت واشنطن على تفويت عدد من الدول للمقاتلات الأمريكية إف 16 لأوكرانيا ضمن دعم هذا البلد لمواجهة الحرب ضد روسيا، وهناك تساؤل عن مصدر هذه الطائرات وهل ستكون الدول العربية ومنها المغرب مصدرا بعض هذه المقاتلات.
وعمليا، رفعت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات من نوعية السلاح الذي تقدمه إلى أوكرانيا خلال الشهور الأخيرة مثل صواريخ هيمارس ثم دبابات ليوبارد وكذلك مضادات الطيران باتريوت. وهي الدفعة الثانية من الأسلحة النوعية بعد الأولى التي تضمن صواريخ جافلين التي أوقفت نسبيا التقدم العسكري الروسي بضرب الدبابات والمدرعات. ويبقى التحول الكبير هو تزويد أوكرانيا بالمقاتلات الأمريكية إف 16. وفي حالة تنفيذ هذه الخطوة ستكون المرة الثانية في ظرف ثلاثة أشهر يتم تسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة بعدما جرى تزويدها بمقاتلات ميغ التي كانت في حوزة دول أوروبا الشرقية مثل بولونيا العضو في حلف وارسو المنحل.
وتعد مقاتلات إف 16 هي الأنسب لأوكرانيا بحكم أنها الأكثر انتشارا وسط الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، ولا تتطلب صيانتها الوقت والمال الكبير، ثم سهولة تكوين الربابنة عكس طائرات أخرى مثل إف 18 وإف 15.
في هذا الصدد، رغم رغبة بعض الدول الأوروبية توفير إف 16 لأوكرانيا إلا أنها تحتاج الى مصادقة واشنطن نظرا للشروط التي تضعها الولايات المتحدة في صفقات الأسلحة، وتنص على عدم تفويت أي سلاح بدون الرجوع إليها. وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة من الأسبوع الماضي في قمة السبع في اليابان بالمصادقة على التفويت.
وتبقى المفارقة هو توفر دول الشرق الأوسط على مقاتلات إف 16 أكثر بكثير من أوروبا. ولا تتوفر دول أوروبا على نسبة كبيرة من هذه المقاتلات، فهي في المجموع لا تتعدى 160 طائرة في ملكية دول مثل بولونيا وبلجيكا وهولندا ضمن أخرى. في المقابل، بدأ الحديث عن فرضية إقناع الدول العربية وإسلامية بتفويت بعض الطائرات إلى أوكرانيا. في هذا الصدد، توجد أكبر نسبة من الطائرات المقاتلة إف 16 عند الدول العربية والإسلامية. ووتوفر تركيا على ما يفوق 230 طائرة مقاتلة، تليها مصر بقرابة 200 إف 16، ثم الإمارات بحوالي 80، والأردن ب 40 ثم العراق 34 مقاتلة والبحرين وأخيرا المغرب ب 24 مقاتلة بعضها يوجد في الولايات المتحدة للتحديث.
وعقلا بالمغرب، ورغم مشاركته منذ شهور في قمة رامشتاين العسكرية في ألمانيا لتوفير الدعم العسكري لأوكرانيا، يعلن عدم مشاركته في تزويد الجيش الأوكراني بالعتاد العسكري. وكان قد وقع غموض حول عشرات الدبابات من تي 72 وصلت الى الجيش الأوكراني. وتبين أن شركة اسلوفاكية كانت تقوم بتحديثها وقامت بتحويلها الى أوكرانيا بضغط من واشنطن دون العودة للمغرب.
في غضون ذلك، تبرز المؤشرات صعوبة تحقيق طائرات إف 16 تغييرا في الحرب الحالية. فقد رافق تسليم هيمارس ثم دبابات ليوبارد وأخيرا أنظمة الدفاع الجوي باتريوت حديثا كبيرا حول التغييرات التي ستحدثها هذه الأسلحة في الحرب. وجرى اعتبارها ركيزة أساسية لشن هجوم مضاد. غير أن ما حصل، هو ضرب روسيا بالصواريخ المتعددة ومنها فرط صوتية مثل كينجال أماكن تخزين هذه الأسلحة قبل دخول أغلبها للحرب. ويجب انتظار مشاركة إف 16 في الحرب ما بعد الصيف المقبل. وقد ترفع روسيا من ضرباتها النارية ضد أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة بشكل عنيف لتدمير العتاد الغربي وإفشال الهجوم المضاد بشكل استباقي.