تأخرت مصادقة الكونغرس الأمريكي علىصفقة أربع طائرات مسيرة متطورة للغاية من طراز “MQ-9B” للمغرب، وسط تساؤلات إن كانت الصفقة ستتعرض لإجراءات التأخير مثلما حدث مع اقتناء الإمارات لطائرات “إف 35″، وإن كان التأخير والغموض الأمريكي يقف وراء قرار المغرب اقتناء الطائرات المسيرة التركية من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
وقبل نهاية ولايته الرئاسية يوم 20 يناير الماضي، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وافق بأسابيع قبل هذا التاريخ على بيع المغرب الطائرات المسيرة المذكورة، علما أنها المرة الأولى التي سيحصل فيها المغرب على سلاح متقدم للغاية لم يمضِ الكثير على دخوله الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي، أي بفارق سنوات قليلة جدا. وكان في الماضي ينتظر كثيرا للحصول على أسلحة متطورة.
ولا يعارض البنتاغون صفقات الأسلحة إلى المغرب نظرا للعلاقات الوثيقة بين القوات المسلحة للبلدين، ومنها الحفاظ على مناورات عسكرية باستمرار منذ سنوات “الأسد الإفريقي”. ويشجع البنتاغون هذه الصفقة لتمكين المغرب من مراقبة منطقة الصحراء وجزء من منطقة الساحل في إطار اتفاقيات أمنية شاملة. لكن السياسي يتغلب أحيانا على التعاون العسكري. وكان من المنتظر أن يصادق الكونغرس الأمريكي على الصفقة خلال ديسمبر أو يناير الماضيين على أبعد تقدير كما أشار الموقع الأمريكي المتخصص في السلاح والدفاع “ديفانس وورلد”. ومرت شهور، ولم يصادق الكونغرس حتى الآن. وتشير مصادر إعلامية في المغرب وإسبانيا وآخرها جريدة “لفنغورديا” إلى معارضة نواب ديمقراطيين للصفقة وعدم إعطائها الضوء الأخضر. ولم تتحرك الخارجية الأمريكية لتجاوز فيتو نواب الكونغرس.
وكان الديمقراطيون قد عارضوا صفقة طائرات إف 35 إلى الإمارات، وصفقات سلاح للسعودية. قبل أن يعلن البيت الأبيض تأجيل صفقة الإمارات وتجميد صفقات السعودية، ولم يقم بالتعليق على الصفقة الخاصة بالمغرب. ونقلت وكالة رويترز سابقا عزم البيت الأبيض الاستمرار في تصدير الطائرات بدون طيار إلى الدول التي طلبتها ومنها المغرب والتايوان.
ووسط غموض الموقف الأمريكي والتأخر الحاصل، أعلن المغرب في أبريل/ نيسان الماضي، اقتناء 13 من الطائرات المسيرة تركية الصنع “بيرقدار تي بي 2” بمبلغ يقارب 80 مليون دولار. وكانت الطائرات المسيرة التركية قد فاجأت العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من خلال دورها الفعال في ليبيا وسوريا، وأساسا في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، عندما نجحت في سحق القوات الأرمينية.
وكان المغرب لا يعطي أهمية للسلاح التركي، لكن النتائج التي حققها السلاح التركي في المواجهات الأخيرة، جعل المملكة مثل الكثير من جيوش العالم، تركز على الأتراك. وتتميز الطائرة المسيرة التركية بخصائص كثيرة منها حمل الذخيرة الحربية بما فيها الصواريخ الصغيرة، ثم برامجها المتطورة سواء في المراقبة أو تنفيذ الهجمات.
ومن أهم المميزات التي حققتها الطائرة المسيرة التركية، هي مناوراتها ضد أنظمة الدفاع الجوي سواء الروسية أو الأمريكية. حيث نجحت في ضرب أهداف وسط سوريا وأرمينيا رغم وجود نظام دفاعي روسي متطور مثل “بانتسير- 1″ و”إس 300”.
ويقول دان غيتنغر: “أنظمة الدفاع الجوي مخصصة لاعتراض المقاتلات السريعة والصواريخ، لكنها تجد صعوبة في مواجهة الطائرات المسيرة التي تتميز بمناورات إلكترونية كبيرة”. هذه المميزات هي التي دفعت السعودية إلى الاستنجاد بالطائرات المسيرة التركية لمواجهة الحوثيين بعدما فشلت في استعمال السلاح الأمريكي الذي لديها.
وتعد تركيا ضمن الدول الأربع التي تنتج طائرات مسيرة رفيعة المستوى في القتال والرصد إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل والصين. وبدأت دول غربية تقتني هذه المسيرات ومنها بولندا التي وقعت صفقة لشراء 24 طائرة مسيرة تركية ، وهناك تردد ألماني بشأن اقتناء هذه الطائرات.
وتعترف الأوساط الأوروبية أن لا دولة أوروبية تنافس الآن تركيا في صناعة الطائرات بدون طيار خاصة التي تحمل أسلحة.