اتصلت مستشارة المانيا أنجيلا ميركل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما محتجة عليه بسبب إخضاع وكالة الأمن القومي الأمريكي هاتفها الشخصي للتجسس كما فعلت مع الكثير من قادة العالم. وتشير معطيات إدوارد سنودن مسرب ملف التجسس أن قادة العالم العربي بدون استثناء، وسيكون من ضمنهم الملك محمد السادس، قد تعرضوا للتجسس خاصة في انتفاضات الربيع العربي بسبب الغموض بشأن مستقبل غالبيتهم.
وكان موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن قد هرب من الولايات المتحدة نحو الصين خلال يونيو الماضي وحمل معه ملفات تجسس هذه الوكالة القوية على العالم برمته وبدون استثناء قبل أن يستقر في روسيا طالبا اللجوء السياسي. وبدأت جريدة دي غارديان البريطانية تنشر في ملفات حساسة للغاية أظهرت أن العالم أمام أكبر عملية تجسس.
وتدريجيا، بدأت تتسرب ملفات تجسس الوكالة على قادة العالم وتسبب حرجا قويا للولايات المتحدة وأساسا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اضطر خلال الأسبوع الجاري الى الاتصال بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولند لطمأنته بعدما نشرت جريدة لوموند ملفا حول تجسس الوكالة على مجموع فرنسا بدون استثناء. وأمس، اتصلت المستشارة الألمانية ميركل بأوباما محتجة على إخضاع هاتفها للتنصت. وألغت الرئيس البرازيلية ديلما روسيف زيارتها الى البيت الأبيض بسبب التجسس، وهناك ردود فعل من الكثير من قادة العالم ضد واشنطن.
المغرب وتجسس وكالة الأمن القومي عليه
ويتوفر الصحفي غرين غرينوالد الذي فجر هذه الفضيحة في جريدة ذي غارديان بعدما حصل على الملفات على ملفات التجسس للوكالة، ويؤكد أن قادة العالم العربي لم يسلموا نهائيا من التجسس شأنهم شأن باقي قادة العالم.
ومن المنتظر أن يكون قد تم التجسس على هواتف الملك محمد السادس خاصة خلال الربيع العربي، إذ ركزت واشنطن اهتمامها على التطورات التي كان يعيشها العالم العربي بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس، وركزت وكالة الأمن القومي نشاطها على اتصالات الملوك والرؤساء العرب لتقييم وضعهم النفسي وووضعهم السياسي.
ولا يمتلك المغرب تكنولوجيا لحماية هواتف المسؤولين ومن ضمنهم ملك محمد السادس، إذ فشلت حتى دول عريقة في مجال تكنولوجيا الاتصالات مثل المانيا وفرنسا في حماية هواتف مسؤوليها، فكيف بدولة مثل المغرب يستورد كل معداته التكنولوجية من الخارج.
ورغم أن المغرب لا يشكل هدفا رئيسيا للتجسس الأمريكي باستثناء الإرهاب، فالوكالة تهتم بالتجسس على المسؤولين المغاربة وخاصة الملك إبان الأحداث الكبرى مثل الربيع العربي وكذلك إبان الأزمة الأمريكية-المغربية الأخيرة عل خلفية الصحراء، كما تهم بالجسس على هاتف الملك زيارة ملوك ورؤساء الدول، لأن ذلك يساعد واشنطن في اتخاذ القرارات التي تهم سياستها تجاه المغرب وكذلك مع دول محيطه مثل اسبانيا والجزائر. وكانت وثائق ويكليكس قد كشفت كيف أن متابعة القرارات المغربية كانت تمتد الى السفارات الأمريكية في الجزائر وواشنطن وباريس.
وعلاوة على التجسس، قدمت وكالة الأمن القومي الأمريكي خدمات الى المغرب في مكافحة الإرهاب، إذ كانت وراء رصد معظم عمليات دخول مغاربة متطرفين الى منتديات جهادية بما فيها مغاربة مقيمين في الخارج الذين جرى اعتقالهم في المغرب.