يوجد وفد دبلوماسي من نيوزيلاندا في الصحراء المغربية للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، وتأتي الزيارة تماشيا مع رغبة نيوزيلاندا تكوين فكرة واضحة عن الوضع في المنطقة بحكم أنها عضو في مجلس الأمن الدولي الذي سيعالج النزاع خلال الشهر الجاري.
ولم تصدر توضيحات رسمية من طرف الدولة المغربية بشأن هذه الزيارة، ولم يقدم موقع وزارة الخارجية في شبكة الإنترنت معلومات حول الزيارة رغم الترخيص بها، وهذا يعني من جهة تحفظ المغرب على الزيارة رغم الترخيص بها، ومن جهة، ترك المجال لوسائل الاعلام التابعة لجبهة البوليساريو وأنصار تقرير المصير الحديث عن الزيارة. ومن الجانب المغربي، تتطرق بعض وسائل الاعلام الصادرة في العيون للزيارة مثل الجريدة الرقمية الصحراء الآن.
وتفيد مصادر إعلامية متعددة سواء في الصحراء أو تلك المقربة من البوليساريو بزيارة الوفد منذ أيام، ويتضمن برنامجه لقاء ممثلين عن المغرب وجمعيات حقوقية من أنصار تقرير المصير مثل الجمعية التي ترأسها أميناتو حيدر.
ونيوزيلاندا هي عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وترغب في تشكيل موقف قائم على معطيات ومعلومات من عين المكان، ولهذا تأتي هذه الزيارة.
في الوقت ذاته، واستنادا الى مواقف نيوزيلاندا، لا يمكن انتظار موقف قد يصب في صالح المغرب لسببين، الأول، تنسيق نيوزيلاندا مع بريطانيا في القضايا الدولية مثلها مثل العديد من الدول الأنجلوسكسونية، وتتبنى بريطانيا الكثير من المواقف غير الودية التي تقلق المغرب. ويتجلى السبب الثاني في مواقف سابقة لهذا البلد بدفاعه عن تقرير المصير في نزاع الصحراء.
ويعمل سفير المغرب المعتمد في نيوزيلاندا محمد ماء العينين انطلاقا من أستراليا على تلطيف مواقف نيوزيلاندا من نزاع الصحراء حتى لا يكون راديكاليا مثل بريطانيا. ومما يزيد من صعوبة المغرب في مخاطبة نيوزيلاندا غياب جالية مغربية في هذا البلد، وعدم توفر نيوزيلاندا على تمثيلية دبلوماسية في الرباط، وترعى سفارة نيوزيلاندا في مدريد مصالح بلدها في المغرب.
وكان وزير الخارجية النيوزيلاندي موراي ماكولي قد بحث مع الاتحاد الإفريقي مؤخرا التنسيق في القضايا التي تهم القارة السمراء، ومن ضمن ما طرحه المسؤولون الأفارقة نزاع الصحراء. ويتبنى الاتحاد الإفريقي موقفا يصب في صالح البوليساريو بل وتحول الى أكبر مساند للجبهة في المنتديات الدولية.
وكانت نيوزيلاندا من الدول التي راهن عليها البوليساريو خلال السنوات الأخيرة في وقت كان المغرب لا يولي أهمية للدول الأنجلوسكسونية التي تحولت الآن الى مصدر القلق الحقيقي بمواقفها في نزاع الصحراء.
ومن ضمن الأمثلة، شن البوليساريو حملة ضد استيراد نيوزيلاندا الفوسفاط المغربي المنتج في الصحراء، وقد نجح في طرح الموضوع في البرلمان وكذلك في وسائل الاعلام التي خصصت حيزا هاما للنزاع بشكل لم يسبق من قبل.
واعتمدت البوليساريو بعض حملة دعائية انطلاقا من توظيف مخيمات تندوف عبر توجيه الساكنة نداءات للرأي العام في نيوزيلاندا حول تقرير المصير وكذلك استغلال الثروات الطبيعية. الصورة التالية نموذج من هذه الدعاية.