نجحت الشرطة الفرنسية في القضاء على الإرهابيين الذين خلقوا الرعب في فرنسا خلال اليومين الأخيرين حيث قتلت أربعة في مواجهات يومه الجمعة، وكان الإرهابيون قد قضوا على أغلبية هيئة تحرير أسبوعية شارلي إيبدو كما قتلوا أشخاص آخرين وأفراد من الشرطة.
وكان كوماندو إرهابي قد قتل 12 شخصا يومه الأربعاء، عشرة صحفيين من مجلة شارلي إيبدو وشرطيين، ويتعلق الأمر بالشقيقين كواشي اللذين هربا طيلة اليومين وتحصنا يومه الجمعة في مصنع صغير للطبع في شمال باريس.
وكان كوماندو آخر قد قتل شرطية صباح الخميس وأصيب موظف بلدي بجروح، وبينما كان الاعتقاد السائد أن الأمر يتعلق بالشقيقين، تبين يومه الجمعة أن الأمر يتعلق بمواطن فرنسي آخر اسمه آميدي كوليبالي قام اليوم بحجز رهائن في متجر في العاصمة باريس.
وعاشت فرنسا لحظات عصيبة للغاية طيلة اليوم بسبب احتجاز رهائن في منطقتين مختلفتين، وفي ساعة متأخرة من مساء اليوم، تدخلت فرق التدخل الخاص لتقضي على الشقيقين الكواشي كما تدخلت لتقضي على كوليبالي. وانتهى التدخل في الحالة الأخيرة بمقتل ثلاثة رهائن ومقتل الإرهابي.
وبهذا تنتهي المأساة الإرهابية التي أطلقت عليها الصحافة الفرنسية “11 سبتمبر الفرنسي”، حيث تعتبر أخطر عمل إرهابي تعرضت له فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، ويتجاوز بكثير العمليات الإرهابية التي عانت منها في منتصف التسعينات.
وتأتي هذه الاعتداءات الإرهابية في فرنسا لتبرز أن جميع دول أوروبا تعيش تحت خطر الإرهاب الصادر عن متطرفين من أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين. وفي الوقت ذاته، تقع هذه الاعتداءات لتضع الجالية الإسلامية تحت ضغط الحركات المتطرفة والتشكيك في ولاءها للدول التي تحتضنها.
ووجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند خطابا الى الشعب الفرنسي مساء الجمعة، مؤكدا أن فرنسا تعرضت لعمليات إرهابية خطيرة وأن الخطر لم ينتهي بعد، وطالب بوحدة الفرنسيين لمواجهة التحديات.
وفي خطوة هامة، قال الرئيس أن الذين قاموا بمهاجمة أسبوعية شارلي إيبدو وقتلوا الصحفيين وقوات الأمن لا يمتون للدين الإسلامي بصلة، مشددا على أن فرنسا هي دولة الأحرار وتتسع لجميع القناعات السياسية والدينية.