تظاهر عشرات الالآف من الباسكيين مساء أمس في قلب مدينة بيلباو مطالبين بالإفراج عن معتقلي منظمة إيتا المسلحة وعودة المنفيين. ومغربيا، تميزت هذه التظاهرة بحضور نشطاء أمازيغ الذين لم يترددوا في رفع أعلام أمازيغية وعلم الجمهورية الريفية.
ودعا الى التظاهرة اليسار الراديكالي في إقليم الباسك وعشرات الجمعيات الاجتماعية والسياسية والحقوقية للمطالبة بتسريع الإفراج عن معتقلي منظمة إيتا الذين يعدّون بالمئات وعودة المنفيين. وجرت هذه التظاهرة تحت شعار “موجة من أجل حقوق المعتقلين والمنفيين الباسكيين”.
ويطالب المشاركون بعفو شامل عن أعضاء إيتا المعتقلين وعودة المنفيين بعدما تخلت إيتا عن عملياتها المسلحة وترغب في فتح صفحة سياسية في هذا الاقليم الذي عانى من العنف كثيرا. كما يطالبون بوطن باسكي خاص بالباسك. ولم تقدم السلطات رقما محددا للتظاهرة وتحدثت عن الآلاف، بينما أعطى المنظمون رقم 65 ألف.
ويبقى اللافت في الأمر هو مشاركة نشطاء مغاربة أمازيغ في هذه التظاهرة من خلال حمل أعلام أمازيغية وأعلام جمهورية الريف.
وتاريخيا، كان هناك تأثير سياسي بين منطقة الريف وإقليم الباسك. وانتعشت أطروحة الانفصال عن اسبانيا وتقرير المصير خلال القرن العشرين في بلد الباسك بالضبط بعد هزيمة اسبانيا في معركة أنوال الشهيرة سنة 1921، حيث طرح السياسيون والمفكرون الباسك وقتها أنه حان الوقت لتأسيس جمهورية باسكية لأن اسبانيا أصبحت ضعيفة للغاية.
ويوجد نشطاء أمازيغ في بلد الباسك وينشطون بقوة ويتعاطفون مع أطروحات أغلبية القوى الرامية الى الانفصال عن اسبانيا. ويوجد نشطاء مغاربة آخرين يتعاطفون مع الحركات الكتالانية التي ترغب في تأسيس جمهورية جديدة. وكانت مشاركة المغاربة لافتة في مسيرة 11 سبتمبر الأخيرة للمطالبة بدولة كتالونيا.
وسبق وأن وقع جدل سياسي السنة الماضية، عندما تحدثت الصحافة عن تدخل القنصلية المغربية في برشلونة ناصحة إياهم بالابتعاد عن الحركات التي تنادي بالانفصال عن اسبانيا.