تحولت الهجرة السرية الى أشبه بعملية نزوح بعدما حققت يومه الاثنين 8 أكتوبر الجاري رقما قياسيا بوصول 830 مهاجرا أغلبهم مغاربة الى شواطئ الأندلس ورقم قليل في جزر الكناري، وتجاوز عدد المهاجرين منذ بداية الشهر ثلاثة آلاف.
وسجلت سنة 2018 حتى نهاية سبتمبر الماضي قفزة عددية في رقم المهاجرين الذين وصلوا الى سواحل الأندلس وجزر الكناري قبالة الصحراء، فقد تجاوز الرقم 41 ألف، ثلاث مرات سنة 2017 وتجاوز الرقم المسجل سنة 2006، علما أن غالبية المهاجرين وقتها قدموا من شواطئ السنيغال وموريتانيا الى جزر الكناري في تلك القوارب المعروفة بكايوكو التي تحمل أكثر من مائة وحتى مائتين دفعة واحدة.
لكن هذه المرة كل القوارب تنطلق من شواطئ المغرب وقد حققت يومه الاثنين 8 أكتوبر رقما قياسيا، حيث وصل في هذا اليوم فقط 830 مهاجرا، 803 الى شواطئ الأندلس وأساسا مضيق جبل طارق و27 الى جزر الكناري. ولم يسبق في تاريخ الهجرة وصول هذا القرم في يوم واحد.
ومن خلال جرد نسبة المهاجرين الذين جرى اعتراضهم منذ بداية أكتوبر الجاري حتى صباح الاثنين من هذا الأسبوع، فقد تجاوز العدد ثلاثة آلاف، ووصل مثلا يومي السبت والأحد الماضيين 1200 مهاجر سري جرى اعتراضهم أو إنقاذهم في مضيق جبل طارق وسواحل شرق الأندلس، وفق الإحصائيات التي نشرتها وكالة أوروبا برس.
وتعتبر هذه الأرقام قياسية للغاية، ولم يسبق أن جرى اعتراض هذه النسبة من قوارب الموت محملة بمهاجرين. وإذا كان أغلبية المهاجرين في النصف الأول من السنة الجارية من مهاجري الدول التي تقع جنوب الصحراء الكبرى مثل مالي والسنغال، فقد أصبح المغاربة في الصادرة ويشكلون الأغلبية المطلقة ابتداء من بداية الصيف.
ومقابل كل قارب يجري اعتراضه وإنقاذه هناك قارب أو قاربين ينجحان في تجاوز المراقبة البحرية التي تقوم بها دوريات الحرس المدني، وهو ما يعني وصول على الأقل خمسة آلاف مهاجر الى اسبانيا منذ بداية الشهر.
وساد الاعتقاد باحتمال تراجع الهجرة السرية من شواطئ المغرب الى اسبانيا بعد مقتل حياة بلقاسم منذ أسبوعين على يد البحرية الملكية، لكن معطيات الواقع تشير الى العكس بل ارتفعت بعد هذا الحادث المأساوي، وهي مرشحة الى الارتفاع أكثر بسبب ارتفاع الاحتقان في المغرب نتيجة البطالة والفقر ورهان الشباب على الهجرة.