قد يترتب على تجسس نظام بيغاسوس، الذي أنتجته الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” على الهواتف التي تستعمل برنامج واتساب، خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات بحكم أن نسبة هامة قد تغادر هذا البرنامج الى برامج أخرى منافسة مثل سينيال.
وكانت شركة فيسبوك التي تمتلك واتساب قد أعلنت رصدها لعملية تجسس قامت بها شركة إسرائيلية كسرت شفرة واتساب في هواتف لرؤساء دول وحكومات ووزراء ومدار أعمال وناشطين حقوقيين وصحافيين، وبدأت عملية التجسس منذ سنة 2016 حتى مايو/ أيار الماضي. وقررت شركة فيسبوك، الثلاثاء الماضي، رفع دعوى ضد الشركة الإسرائيلية بسبب التجسس على برنامج واتساب في خرق كبير للقوانين الأمريكية.
ومن ضمن الأسباب التي دفعت فيسبوك إلى رفع الدعوى ضد الشركة المذكورة أمام القضاء الأمريكي هو تهديد باقي الشركات والدول بتفادي التجسس على هذا البرنامج. وتتخوف فيسبوك من توجه المستخدمين إلى برامج توفر سرية وأمانا أكثر من واتساب. ما يعني خسارة مئات ملايين الدولارات وبدء تراجع ماركة واتساب في العالم.
وقد يتكرر سيناريو فايبر مع واتساب. فقد كان برنامج فايبر يتصدر قائمة البرامج الأكثر استعمالا في العالم بين عامي 2010- 2015، لكن الأخبار التي تم تداولها لاحقا بشأنه بأنه سهل الاختراق ويحتفظ بمعطيات المستعملين، دفعت الناس إلى نبذه والتوجه نحو واتساب. وهناك جدل كبير في المنتديات التي تهتم بعالم الاتصالات الرقمية حول نظام المستقبل.. هل سيصمد واتساب أم سيتخلى عن عرشه كما حدث مع فايبر؟.
ومن ضمن البرامج التي بدأ الإقبال عليها كثيرا خلال السنة الأخيرة برنامج سينيال الذي أثنى عليه إدوارد سنودن اللاجئ في سوريا بعدما فضح تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على العالم. وتبرز مختلف الأبحاث التي أجريت بشأن المقارنة بين سينيال وواتساب صعوبة اختراق البرنامج الأول على حساب الثاني، بل أن برنامجا مثل تلغرام يقدم مزايا حفظ الخصوصية والسرية أعلى من واتساب.
وصرح أحد النشطاء الذين استهدف برنامج بيغاسوس هاتفهم لـ”القدس العربي” بأن “واتساب أصبح بالنسبة لي من الماضي، انتقلت إلى سينيال طالما أنه الأكثر حفظا للخصوصيات الشخصية وصعب الاختراق مقارنة مع واتساب”.
ويتمتع برنامج سينيال بشفرة قوية للغاية وطورته “أوبن ويسبر سيستمز” وهو حديث بالنسبة للكثيرين عكس واتساب وفايبر ولاين. وبدورها، تستعمل بعض الاستخبارات العالمية سينيال للتواصل مع عملائها نظرا للسرية التي يوفرها وكذلك التغييرات التي يمكنها إجراءها على بنية الشفرة. ومن أهم مميزات سينيال أنه لا يجبر المستخدم على الكشف عن لائحة أرقام الهواتف الموجودة في المذكرة بل يمكنه أن يضيف من يشاء ومتى شاء، الأمر الذي لا تسمح به واتساب مثلا. كما أن سينيال يسمح بوضع قفل على الدردشة ولا يمكن لأحد ولوجه، الأمر الذي لا توفره واتساب، علاوة على عدم جمعه الكثير من المعطيات حول نوعية الهاتف ورقم “إ بي” ضمن معلومات أخرى عكس واتساب.