الانتخابات البلدية في فرنسا اليوم: هزيمة تاريخية مرتقبة للاشتراكيين وبروز “الجبهة الوطنية” المتطرفة قوة ثالثة

زعيمة الحركة القومية المتعصبة مارين لوبين

بدأ الناخبون الفرنسيون التوجه منذ ساعات الصباح اليوم الأحد الى صناديق الاقتراع للتوصيت في  الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، حيث من المنتظر تعرض الحزب الاشتراكي الحاكم الى هزيمة تاريخية مقابل عودة اليمين الكلاسيكي، ويبقى الحدث هو  وصول الحركة القومية المتطرفة “الجبهة الوطنية” بزعامة ماري لوبين الى عدد من بلديات فرنسا في المدن الصغيرة والمتوسطة.

وخلفت الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الأحد الماضي تقدما لليمين الكلاسيكي المتمثل في اتحاد الحركة الشعبية الذي أكد على أنه القوة السياسية الأولى في البلاد في الوقت الراهن. ويجري الحديث عن “الموجة الزرقاء” وهي الفوز الكبير لهذا اليمين بمئات البلديات في فرنسا ومنها تلك التي تعتبر تاريخيا معقل الحزب الاشتراكي الحاكم.

واعتبرت جريدة لوفيغارو في افتتاحيتها اليوم أن تراجع الحزب الاشتراكي عائد الى “السياسة السيئة” التي مارسها الرئيس فرانسوا هولند، حيث يجري اعتبار هذه الانتخابات وكأنها تشريعية وليس بلدية.

ولا تستبعد جرائد أخرى مثل لوموند ولبيراسيون وميديابار قيام هولند خلال الأيام المقبلة بتعديل حكومي من خلال تنصيب رئيس حكومة جديد قد يكون وزير الداخلية مانويل فالس أو وزير الخارجية لوران فابيوس، وتميل الكفة الى الثاني الذي سبق وأن كان وزيرا أولا في عهد فرانسوا ميتران.

وتبقى الأنظار مركزة في هذه الجولة الثانية على مدى تغلغل الحركة القومية “الجبهة الوطنية” في البلديات، حيث من المنتظر فوزها بأكثر من عشرين بلدية. وتميز هذا الحزب الذي تقوده مارين لوبين بالغياب المطلق في البلديات منذ نهاية التسعينات، ولكنه الآن بدأ يحصد نجاحا قويا، وهو ما جعل المحللين السياسيين يتحدثون عن نهاية القطبية الثنائية في فرنسا بين يمين ويسار كلاسيكي، بل أصبحت الخريطة السياسة ثلاثية باقتحام الحركة الوطنية المشهد السياسي بقوة، حيث لم تعد تعتمد فقط على التواجد الوطني بل تراهن على المحلي.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password