طرح مدير المخابرات الإسبانية السابق خورخي ديسكيار ضرورة تحول جزر الكناري الإسبانية الى ما يشبه الدور الذي تلعبه مدينة ميامي مع منطقة أمريكا الوسطى ودول أخرى من أمريكا الجنوبية. وتعتبر هذه الدعوة بمثابة تحفيز لمنافسة كل من المغرب وفرنسا خاصة الأخيرة ذات الحضور القوي تاريخيا بصفتها قوة استعمارية.
وفي ندوة ذات طابع سياسي واقتصادي في قالب جيوسياسي ألقاها منذ أيام في جزر الكناري الواقعة قبالة الصحراء، قال خورخي ديسكيار بضرورة تحول هذه الجزر الى مركز جذب واهتمام لنخبة إفريقيا الغربية، معددا القطاعات التي يمكن الرهان عليها وهي التعليم والتبادل التجاري وتكوين الأطر والصحة.
ويرى هذا المسؤول السابق الرهان على إفريقيا الغربية قد يتجاوز اسبانيا الى لعب جزر الكناري دورا رئيسيا مع الاتحاد الأوروبي وهذه المنطقة. واعترف ديسكيارا بالعديد من الصعبات ومنها التواصل. ومن باب المقارنة، يطرح بتحويل جزر الكناري لأفريقيا الغربية الى الدول التاريخي الذي لعبته ميامي للتخبة في دول أمريكا الوطسى بل وحتى الجنوبية.
وكان ديسكيار مديرا للمخابرات الإسبانية وشغل منصب سفير اسبانيا في الرباط نهاية العقد ما قبل الأخير، ويعد من كبار خبراء اسبانيا في العلاقات الدولية من منظور استراتيجي. وتحاول اسبانيا عبر جزر الكناري لعب هذا الدور وتعتمد على عامل الجغرافي لقرب جزر الكناري كأراض أوروبية من إفريقيا الغربية، لكن تواجهها عراقيل قوية باستثناء نجاحها في دولة واحدة وهي موريتانيا. ويعود النجاح مع موريتانيا الى رهان هذا البلد المغاربي على اسبانيا كحليف تجاري لتعويض كل من فرنسا والمغرب، وهو ما يفسر ارتفاع التعاون في مختلف المجالات سواء الاقتصادية والأمنية والعسكرية بينما في مجال تكوين الأطر مازال محدودا.
وتواجه اسبانيا تحديات واقعية كبرى تتمثل في نفوذ دولتين وهما المغرب وفرنسا. ولم تنجح اسبانيا في منافسة فرنسا في القارة الإفريقية كما تعجز عن منافسة الوافدين الجدد مثل روسيا والصين والولايات المتحدة لنفوذهم القوي اقتصاديا وسياسيا. كما تحاول جعل من جزر الكناري بديلا على الأقل بالنسبة لنخبة إفريقيا الغربية للرباط، لكنها تفشل في هذا الشأن بسبب غياب التناغم الثقافي، وذلك لتفضيل ساكنة المنطقة التعليم والتكوين بالفرنسية المتوفر في فرنسا والمغرب أو الرهان على الانجليزية كفضاء جديد.