أصبحت أنجيلا ميركل المرأة الحديدة الجديدة في أوروبا بعد فوزها الساحق وللمرة الثالثة في الانتخابات التشريعية التي شهدتها المانيا أمس الأحد، ومما يزيد من تعاظم قوتها السياسية أن أوروبا تعيش منعطفا تاريخيا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر منها وجعلت برلين الأمل في إنقاذ القارة العجوز من الانهيار.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 74% خلال الانتخابات الحالية، متقدمة بأربع نقاط على النتيجة المحققة في انتخابات 2009، وهو ما يعتبر مؤشرا إيجابيا. وحقق الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة أنجيلا ميركل فوزا تاريخيا بحصوله على 41،5% من الأصوات وهو ما يعادل 296 مقعدا من أصل 609 مقعدا للبرلمان، وينقصه خمسة مقاعد لتحقيق الأغلبية المطلقة.
وحصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة بيير ستنبورك على 25،7% من الأصوات ب 182 مقعدا، وحصل تجمع اليسار على 60 مقعدا بقرابة 9 مقعدا، وهي النتيجة نفسها التي حققها حزب الخضر. ويبقى الخاسر في الانتخابات هو الحزب الليبرالي الذي لم يصل الى عتبة 5% الذي سوف لن يدخل البرلمان لأول مرة في مسيرته منذ الحرب العالمية الثانية، وكان قد حصل في الانتخابات السابقة على قرابة 14%.
وعمليا، يشكل اليسار الأغلبية المطلقة ب 309 ولكن أخلاقيا رفض زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي تزعم ائتلاف حكومي ويعتبر أن ميركيل هي الفائزة في الانتخابات ويجب أن تشكل الحكومة.
وتبرز الصحف الألمانية اليوم احتمال رهان ميركل على تحالف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي أو الخضر لأن تقاليد السياسة الألمانية تحتم التحالف لضمان اإلبية المطلقة في البرلمان.
وبفوزها الكبير هذا، تتحول ميركيل الى مرجع سياسي في أوروبا لأن فوزها الثالث في الانتخابات التشريعية يتزامن والأزمة الاقتصادية التي تعيشها منطقة اليورو، وتراهن الكثير من الدول على توجيهات برلين للخروج من الأزمة بحكم الوزن الاقتصادي الكبير لهذا البلد.
وتراهن ميركل على سياسة التقشف للخروج من الأزمة الاقتصادية رغم المعارضة التي تلقيها من باريس التي تفضل سياسات الإنفاق العمومي لخلق مناصب الشغب وتحريك الاقتصاد.
وبهذه النتيجة، تسير ميركل نحو ولايتها الثالثة وتصبح من أبرز القادة الأوروبيين خلال العقود الأخيرة.