يشهد مضيق جبل طارق هذه الأيام أكبر موجة من قوارب الهجرة لمهاجرين غير نظاميين من دول إفريقية، ويعتمد المهاجرون تقنية جديدة وهي الرهان على قوارب صغيرة وهشة للوصول الى البر الإسباني. ومن شأن استمرار هذه الموجة من الهجرة التسبب في توتر بين المغرب واسبانيا.
وبدأت الموجة الجديدة من قوارب الهجرة منذ أيام، حيث تصل قوارب هشة الى المياه الاقليمية الإسبانية وعلى متنها عدد قليل من المهاجرين لا يتعدى العدد في أقصى الحالات عشرة وأحيانا يكون على متن القارب خمسة فقط. وتقوم دوريات الحرس المدني ومصلحة الإنقاذ البحري بإسعافهم وأحيانا حتى دوريات الدرك الملكي.
والسبب الرئيسي الذي يدفع المهاجرين لاختيار هذه القوارب الهشة تتجلى في غياب مافيات في شمال المغرب مافيات متخصصة في نقل المهاجرين، كما أن هؤلاء الأفارقة لا يمتلكون المال الكافي لتأدية الأسعار التي كان متعارف عليها من قبل أبان مرحلة الهجرة بشكل مكثف وكانت حوالي مليون سنيتم.
ومن ضمن العوامل الأخرى أن الأجهزة الأمنية المغربية تقوم بتمشيط نواحي تطوان وطنجة بهدف ترحيل المهاجرين غير النظاميين الى الحدود الجزائرية، حيث يفترض أنهم دخلوا للمغرب من هناك. وهذا الضغط بدأ يدفع المهاجرين الى المغامرة بعبور مضيق جبل طارق نحو المياه الأندلسية. ورحلت السلطات المغربية هذه الأيام الكثير من المهاجرين الأفارقة نحو الحدود الجزائرية.
وتجاوز عدد المهاجرين الذين جرى إسعافهم خلال أيام قليلة وفق وزارة الداخلية الإسبانية اليوم حاجز 250 مهاجر على أكثر من 30 قاربا للهجرة، واعترضت دوريات اسبانية ومغربية اليوم الثلاثاء 54 مهاجرا إفريقيا في عرض البحر.
وبهذا تعود ظاهرة قوارب الهجرة في مضيق جبل طارق بعدما كانت قد تراجعت بشكل كبير خلال السنتين الأخيرتين، وبينما يجري التركيز على محاولات مهاجرين غير نظاميين اقتحام أسوار مليلية المحتلة انطلاقا من الناضور.
ومن شأن استمرار هذه الظاهرة التسبب في توتر بين حكومتي الرباط ومدريد لاسيما وأن بعض وسائل الاعلام الإسبانية بدأت تروج أن الأمر يتعلق بضغط من المغرب على اسبانيا بسبب تطورات ملف غالفان.