حصل فوكس وهو حزبي قومي يميني متطرف على 12 مقعدا في الانتخابات التشريعية في إقليم الأندلس التي جرت يومه الأحد وقد بنى حملته على مواجهة الهجرة وخاصة المغربية، وقد يخسر اليسار تسيير هذه الحكومة المحاذية للمغرب بعد قرابة أربعة عقود.
وجرى التركيز على الانتخابات في الأندلس لأسباب متعددة، فقد تكون مقدمة لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها، ثم بسبب ترقب دخول الحزب القومي اليميني المتطرف الى برلمان هذا الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وكانت استطلاعات الرأي تشير الى احتمال حصول حزب فوكس على أربعة مقاعد كحد أقصى، ولكنه حقق المفاجأة وحصل على 12 معقدا في هذه الانتخابات التي فاز فيها الحزب الاشتراكي ب 33 مقعدا متبوعا بالحزب الشعبي ب 26 مقعدا ثم حزب اسيودادانوس ب 21 مقعدا ويليه حزب بوديموس ب 17 مقعدا وحصل فوكس على 12 مقعدا.
ولم يسبق لهذا الحزب اليميني المتطرف الذي يدافع عن أطروحات عنصرية أن حصل في انتخابات في اسبانيا على نسبة من الأصوات مثل هذه. وكتبت جريدة الباييس أنه لم يسبق لأي حزب يميني متطرف أن حصل على نسبة مماثلة من المقاعد في أي انتخابات منذ الانتقال الديمقراطي، بينما كتبت جريدة دياريو الرقمية “أول فوز ديمقراطي لليمين المتطرف في الأندلس”.
ويحكم الحزب الاشتراكي في الأندلس منذ 36 سنة، وقد يفقد تسيير الحكومة الجهوية في حالة ما إذا دعم فوكس كل من ائتلاف الحزب الشعبي واسيودادانوس، وفي حالة امتناع الحزبين الاعتماد على أحزاب فوكس، وقتها قد يحكم الحزب الاشتراكي بدعم من بوديموس.
وأسس حزب فوكس لخطاب عنصري خطير للغاية ضد الهجرة وأساسا الهجرة المغربية. وحقق مثلا تقدما مهولا في إقليم ألمرية المعروف بوجود عشرات الآلاف من المغاربة.
ويبقى الخطير في الأمر هو ما يترتب عن التقدم الذي حققه فوكس، في المقام الأول، سيجعل الأحزاب اليمينية والليبرالية مثل الحزب الشعبي واسيودادانوس يتبنون خطابا متطرفا في الهجرة، وفي المقام الثاني ارتفاع العنصرية ضد المهاجرين.