تستمر موسكو في لعب دور فعال في الأزمة السورية التي يبدو أنها اصبحت بوابتها للعودة بقوة الى الشرق الأوسط. في هذا الصدد، اقترح الرئيس فلادمير بوتين إرسال قوات سلام الى الجولان لتعويض القوات النمساوية التي انسحبت بسبب مخاطر الحرب، بينما يعتبرها مسؤولون روس أن إرسال القوات عمل استراتيجي.
ودعت روسيا خلال الأسابيع الماضيى الى مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية من خلال الجمع بين حكومة بشار الأسد والمعارضين، كما تعهدت بمنح دمشق صوارخ إس-300 الاستراتيجية التي ستغير من موازين القوى في الشرق الأوسط. و أمس الجمعة اقترحت موسكو إرسال قوات روسية الى الجولان.
في هذا الصدد، يرى أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب (الدوما) للبرلمان الاتحادي الروسي، أن نشر قوة روسية لحفظ السلام في مرتفعات الجولان سيعني، في حال تم إرسالها فعلا إلى المنطقة، عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط.
وبدوره يعتبر غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، المكلف بشؤون تعاون روسيا مع المنظمات الدولية، أن تنفيذ مهمة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة الفاصلة بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان يحتاج اليوم الى تفكير سياسي مغاير، لا يتقيد بوثائق مضى عليها 40 سنة تقريبا.
وكتب غاتيلوف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم السبت، أن مجلس الأمن الدولي إذا كان قلقا فعلا إزاء التوتر في هضبة الجولان، فعليه أن يجد أن اقتراح موسكو بشأن إرسال قوة من جنود حفظ السلام الروس إلى المنطقة المذكورة هو الحل المناسب لمشكلة إحلال الهدوء والاستقرار فيها”.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أفاد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصل هاتفيا مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون لتوضيح مضمون المقترح الروسي بشأن نشر قوة روسية لحفظ السلام في هضبة الجولان.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح الاقتراح يوم أمس الجمعة بخصوص نشر قوة روسية لحفظ السلام في الجولان بعد انسحاب العسكريين النمساويين الـ378 من قوام البعثة الأممية المنتشرة هناك. لكن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، مارتين نسيركي، سارع إلى الإعلان أن اتفاقية فصل القوات في الجولان الموقعة عام 1974 لا تسمح بنشر وحدات تابعة لأي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في الهضبة.
وقال تشوركين لدى تعليقه على رد الفعل ذلك: “نحن نعتقد بأن الزمن تغير، حيث كانت الاتفاقية موقعة قبل 39 سنة في عهد الحرب الباردة، والآن هناك سياق آخر تماما”.
وأضاف أن ثمة حاجة ملحة إلى البعثة الأممية في الجولان، وأن ما تقترحه روسيا هو محاولة إنقاذ هذه البعثة. وهذا وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته مساء أمس أنه جرت خلال الاتصال الهاتفي بين سيرغي لافروف وبان كي مون مناقشة الوضع العسكري – السياسي في سوريا في ضوء الارتفاع الحاد لحدة التوتر في منطقة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في هضبة الجولان.