احتضنت موريتانيا قمة “الأمن والتنمية” لدول الساحل وهي النيجر وبروكينا فاسو وتشاد ومالي علاوة على الدولة المحتضنة، حيث عالجت قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب بعيدا عن ضغط المغرب والجزائر، حيث لم يتم استدعاء البلدين للقمة.
وتعتبر هذه القمة هي الأولى من نوعها التي تعقد، وقد حضرها الرؤساء الخمس للدول المعنية، وقام بافتتاحها الرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز أمس الأحد في العاصة نواكشوط حيث شدد على ضرورة الوحدة بين الدول الخمسة لمواجهة التحديات الأمنية والعمل من أجل التنمية.
وهذه الدول الخمس وخاصة موريتانيا ومالي والنيجر تعتبر من الدول التي عانت خلال السنوات الأخيرة من إرهاب منظمة القاعدة في المغرب الإسلامي، وارتفعت أصوات تطالب بتحرك مشترك بعيدا عن هيمنة وصراعات المغرب والجزائر.
واستثنت موريتانيا كل من المغرب والجزائر من القمة الأولى، ولم توجه لهما الدعوة للحضور حتى كمراقبين رغم أن الدولتين تطلان على منطقة الساحل وتحاولان المشاركة في تأمينه ضد القاعدة بحكم أنهما يعتبران المنطقة تهما أمنهما الإقليمي.
وبطريقة غير مباشرة في رده على عدم حضور دول أخرى تطل على الصحراء، اي المغرب والجزائر، قال الرئيس الموريتاني “ذلك لا يعني بأن دولا أخرى لا تواجه نفس المشاكل لكن ثمة خصوصيات تميز البلدان الخمس وعليها ان تعمل ما بوسعها وان تنظم نفسها لخلق آلية تمكنها من معالجة كل الظواهر التي تتهددها وتعيق قيام تنمية متجانسة في هذا الفضاء”.
وتأتي هذه القمة في وقت تحاول فيه موريتانيا إيجاد فضاء سياسي واقتصادي بعيدا عن منظمة المغرب العربي التي لم تقدم لها شيئا. وتتزامن ورهان الرئيس محمد ولد عبد العزيز تأكيد استقلالية بلاده بعيدا عما يفترض أنه هيمنة المغرب والجزائر. ومنذ سنوات، تنافس المغرب والجزائر للتحول الى المخاطب الرئيسي والمحتضن لنواكشوط، حيث تسببت هذه المنافسة في برودة العلاقات وخاصة مع المغرب.
وترغب موريتانيا في تعزيز دول الساحل كيانا موحدا يستطيع التحرك في المنتديات الدولية بنوع من الاستقلالية عن التجمعات الاقليمية الأخرى. وأبرز الرئيس ذلك في خطابه الذي نقلته وكالة ألأنباء الموريتانية حيث أكد “الحيوية الجديدة الناتجة عن التطورات الإيجابية في منطقة الساحل وما ميزها من إدراك للمسؤولية التاريخية لجميع القادة، وما اكتنف هذه القمة من اتفاق القادة على التضامن في وجه التحديات وأخذ زمام المبادرة من أجل المستقبل، كلها أمور أسهمت في التوصل إلى النتائج المرجوة”، مضيفا في الخطاب ” أن “القادة تعهدوا بتوحيد الجهود من أجل كسب رهان الأمن والتنمية المستدامة في الفضاء الساحلي، مبرزا أنه من أجل هذا تتأسس إرادت دول الساحل على رؤية مشتركة مبنية على الدفاع عن الوحدة الترابية واليقظة في وجه جميع التهديدات.
كما يبحث الرئيس الموريتاني عن مكانة قوية لبلاده في المجتمع الإفريقي خاصة بعدما أصبح ومنذ نهاية الشهر الماضي رئيسا للاتحاد الإفريقي، ولهذا، فالقمة التي احتضنها يوم الأحد تعتبر هامة للغاية في هذا المسار.