موريتانيا دولة فقيرة وعانت التهميش الدبلوماسي في فضاءها الطبيعي الذي هو المغرب العربي، وبدأت في صمت تنحت لنفسها مكانة في شمال وغرب إفريقيا وتثير غيرة دول الجوار، بعدما بدأت التقارير الدولية تمنحها تصنيفا في مخلتف المجالات يتفوق على الجيران من حجم المغرب والجزائر.
وصدر تقرير منظمة فريديم هاوس بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، ورغم تصنيفها في الدول التي تفتقد للحرية، وبعبارة أخرى الدول التي تشهد حرية جزئية متقدمة، فقد تقدمت على معظم باقي دول المغربي العربي. وجاء ترتيب موريتانيا في المرتبة 94، تليها تونس في المرتبة 112 وبعدها الجزائر في 127 وليبيا 142 وأخيرا المغرب في المرتبة 147.
وتكرر التصنيف نفسه في التقرير الأخير لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، وتقارير أخرى حول الديمقراطية مثل ترتيب ذي إيكونوميست، ومحاربة الفساد في تقرير منظمة الشفافية الدولية، ويبقى مشكل الرق العائق في تصنيفها في مرتبة مقبولة في حقوق الإنسان، وهذا لا يمنع من تقدمها على الجزائر والمغرب.
وتعيش البلاد مشاكل سياسية بين المعارضة والحكم، فهي ليست علاقة مثالية، فقد نجحت المعارضة رغم تشتتها في فرملة كل ميل للجنرال الحاكم محمد بن عبد العزيز نحو الدكتاتورية، وتبقى صلاحياته دون صلاحيات سلطان المغرب محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والمؤسسة العسكرية المساندة له. كما تواجه تحديات اقتصادية بسبب افتقارها للموارد الطبيعية وضعف بل غياب الاستثمارات الأجنبية باستثناء الصيد البحري، ورغم ذلك أصبح محللون ومراقبون من باقي دول المغرب العربي يرون موريتانيا بنوع من الإعجاب الصامت ولكن عدم الاعتراف بما يجري.