شهدت الولايات المتحدة عملية إرهابية جديدة خلفت مقتل 20 شخصا منفذها أمريكي كان يستهدف ما يعتبره “الغزو المكسيكي”، وتأتي في أجواء متوترة في البلاد نتيجة التصريحات ذات الطابع العنصري التي تصدر من الرئيس دونالد ترامب.
وبينما كانت الناس تتسوق أمس السبت في متجر كبير في مدينة إلباسو في ولاية تكساس المحاذية للمكسيك، فتح باتريك كريسيوس النار على عدد من المواطنين الأمريكيين، وتسبب في مقتل 20 شخصا وإصابة 26 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وتنقل وسائل الاعلام الأمريكية أن القاتل وعمره 21 سنة الذي سلمه نفسه الى الشرطة الفيدرالية ترك بيانا مطولا في شبكات التواصل الاجتماعي يقول فيه “هدفي هو قتل أكبر عدد من المكسيكيين، وما أنفذه هو رد على الغزو المكسيكي لولاية تكساس”. وتحدث في البيان عن منفذ عملية نيوزيلاندا الذي قتل 51 من المسلمين.
في الوقت ذاته، ذكر في البيان نظرية “التعويض الكير” وهي نظرية يؤمن بها العنصريون البيض وتنص على وجود مخطط سري يقوم على تقليص أعداد الأمريكيين البيض من أصول أوروبية لصالح إثنيات مختلفة وخاصة المكسيكيين ومواطني أمريكا اللاتينية.
وتبرز الصحافة أن كتابات أخرى للإرهابي في تويتر قبل اختفاء الحساب، أثنى فيها على قرارات الرئيس دونالد ترامب ببناء الجدار الفاصل مع المكسيكي للحد من هجرة اللاتينيين. وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة جدلا وتوترا جراء تصريحات ترامب بشأن ثقافة وأصل بعض المشرعين في الكونغرس وبسبب تهجمه الكبير على المهاجرين اللاتينيين.
وتحاول السلطات وصف هذه الاعتداءات بجرائم “الكره والحقد”، لكن الكثير من الخبراء يعتبرونها جرائم ذات طابع إرهابي محض لأن محركها أهداف سياسية وعنصرية بامتياز. وتشهد الولايات المتحدة هذه الاعتداءات التي تستهدف جموع الناس، ويعتبر اعتداء إلباسو الأسوأ خلال السنة الجارية، وكان قد وقع خلال يونيو الماضي اعتداء آخر عندما هاجم مواطن أمريكي نهاية مايو الماضي بلدة شاطئ فيرجينيا في ولاية فيرجينيا وتسبب في مقتل 11 شخصا. وخلال فبراير من السنة الجارية، أقدم طالب في فلوريدا على قتل 17 من زملاءه، وتبقى أكبر هذه الجرائم ما وقع يوم 1 أكتوبر 2017 عندما فتح ستيف بادوك النار من أعلى فندق على الجمهور الذي كان يحضر سهرة غنائية في لاس فيغاس وقتل 59 شخصا وأصاب 851 بجروح.