خلال الثلاثين سنة الأخيرة، يستغل الكثير من الشباب المغربي النزاعات في البحر الأبيض المتوسط في محاولة للمرور الى أوروبا ابتداء من تقمص هوية الفلسطينيين الى اللاجئين السوريين، كما يجري في الوقت الراهن في الحدود بين تركيا واليونان ومقدونيا.
وتعتبر الهجرة من مرتكزات الثقافة الضاربة في المجتمع المغربي خلال العقود الستة الأخيرة، وبدأت بهجرة قانونية من الخمسينات الى نهاية السبعينات نحو دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا وتحولت الى مغامرة حقيقية خلال الثلاثة عقود الأخيرة.
وتتجلى مغامرات الهجرة المغربية في: الرهان على قوارب الهجرة أو التي تعرف بقوارب الموت منذ نهاية الثمانينات حتى الوقت الراهن، وهي عبور مضيق جبل طارق أو سواحل الصحراء نحو جزر الكناري في المحيط الأطلسي. وتعتبر الوجه الأبرز للهجرة خلال العقود الأخيرة لما خلفته من مآسي عندما يغرق قارب ومن توتر في العلاقات بين المغرب واسبانيا خاصة بعدما تحول شمال المغرب ال نقطة عبور عشرات الآلاف من الأفارقة نحو “الحلم الأوروبي”.
ويوجد الوجه الآخر للهجرة المغربية نحو أوروبا الذي لم يحظى باهتمام سياسي واجتماعي حتى الآن وهو استغلال المغاربة للنزاعات السياسية في البحر الأبيض المتوسط لانتخال صفات لاجئين للانتقال نحو أوروبا أو الحصول على هويات مزيفة.
ومن خلال رصد ألف بوست للهجرة المغربية في علاقاتها بالنزاعات، فقد مرتب المراحل التالية:
انتخل بعض المغاربة صفة الفلسطينيين في الكثير من دول أوروبا وخاصة في دول مثل السويد والنمسا والنروج. وكان بعض المغاربة يتوجهون الى هناك ويقدمون الجوء السياسي. وكانت هذه الاستراتيجية محدودة زمنيا في أفق الحصول على عمل قار ويستعيد المغربي هويته الحقيقية.
وفي التسعينات وبعد الحرب الأهلية الجزائرية، قام بعض المغاربة بالادعاء أنهم جزائريين، حيث كانت أوروبا ما بين سنتي 1993 الى 1996 تقدم تسهيلات للجوء الجزائريين في أوروبا هربا من الحرب.
وبعد اندلاع الأزمة الليبية، غامر مئات المغاربة من شواطئ ليبيا نحو اليونان وإيطاليا تحت ذريعة أنهم ليبيين هاربين من جحيم الحرب في هذا البلد بعد سقوط نظام معمر القذافي.
وتبقى الحلقة الأخيرة في هذا الشأن هو استغلال بعض المغاربة الأزمة السورية والتسلل مع اللاجئين من تركيا نحو سواحل اليونان ومقدونيا.
وعلاقة بالحالة الأخيرة، نشر مهاجرون مغاربة أشرطة وهم يغنون ويرقصون مع السوريين في الحدود مع اليونان بل وأشرطة احتجاج ضد اليونان، وأشرطة مثيرة للغاية لمغاربة ينصحون مغاربة آخرين كيف يهاجرون. وتناقلت وسائل الاعلام مقتل مغربي في الحدود مع مقدونيا، وكذلك احتجاز اليونان لعشرات المغاربة ومنعهم المرور الى منطقة الاتحاد الأوروبي وفتح مفاوضات مع المغرب لترحيلهم.
وترفض الدول الأوروبية اعتبار المغاربة لاجئين على شاكلة السوريين واليمنيين والليبيين، وتعمد الى اعتقال المغاربة في مراكز إيواء خاصة وتطبق عليهم قوانين الهجرة وليس قوانين اللجوء.
شريط فيديو لمغربي ضمن اللاجئين
شباب مغربي في قارب للهجرة من تركيا نحو اليونان
