من ضمنهم مئات المغاربة، 2021 أسوأ سنة للهجرة السرية نحو إسبانيا بـ4400 غريق

قارب للهجرة

أكد تقرير لجمعية غير حكومية إسبانية غرق 4400 شخص سنة 2021 خلال عملية الهجرة على متن القوارب من سواحل المغرب والجزائر وإفريقيا الغربية نحو سواحل إسبانيا سواء الأندلس أو جزر الكناري، وهذا يعني وفاة 4% على الأقل من نسبة المهاجرين الذين يغامرون بحياتهم.

وكشفت جمعية “كامناندو فرونتيراس” في تقرير لها باسم “الحق في الحياة” عن هذه المعطيات بداية الأسبوع الجاري في تقييم لضحايا الهجرة السرية من شمال وغرب إفريقيا نحو السواحل الإسبانية. وتبرز كيف تضاعف رقم الضحايا من سنة 2020 حيث كان حوالي 2200 إلى 4400 في نهاية 2021. التقرير يؤكد أنه من ضمن الضحايا توجد 628 امرأة و205 من القاصرين ينتمون إلى 21 جنسية، وأغلب الضحايا من إفريقيا وعلى رأس هذه الجنسيات موريتانيا والسنغال والنيجر والمغرب والجزائر.

ويعد الطريق البحري من جنوب المغرب وموريتانيا وغامبيا والسنغال الأسوأ والأكثر تسجيلا للضحايا، حيث تم تسجيل أكثر من أربعة آلاف غريق، ذلك أن هذا الطريق طويل جدا وتواجه قوارب الهجرة التيارات البحرية العنيفة أحيانا. ويليه الطريق البحري بين السواحل الجزائرية وإسبانيا بـ191 غريقا، وهو طريق حديث للهجرة مقارنة مع مضيق جبل طارق وجزر الكناري علاوة على السواحل الشرقية المغربية نحو الأندلس بـ95 غريقا.

ويصف التقرير شهر أغسطس/آب بالأسود نظرا لغرق أكثر من 660 في البحر ثم نهاية مايو وبداية يونيو الذي يصادف الأزمة بين المغرب وإسبانيا عندما تساهلت الرباط في مراقبة السواحل البحرية كرد فعل على موقف إسبانيا من نزاع الصحراء الغربية بتحريضها ضد موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء. وتنتقد المسؤولة من الجمعية هلينا مالينو ما يجري مشيرة إلى أن هذه الأرقام تبقى محدودة بينما الواقع مأساوي بكثير. وعمليا، يتم انتشال القليل من جثث الغرقى في حين أن الأغلبية تعتبر من المفقودين في البحر لا سيما القوارب التي تقصد جزر الكناري في المحيط الأطلسي من موريتانيا وجنوب المغرب.

ولم تقدم الدولة الإسبانية معطيات رسمية حول عدد ضحايا الهجرة السرية وعادة ما تتحدث عن نسبة محدودة للغاية بالكاد تتجاوز المائتين، واكتفت بتقديم نسبة الذين اعترضتهم أحياء طيلة سنة 2021 وبلغ عددهم قرابة 38 ألفا. وهذا الرقم يتعلق فقط بالذين يجري اعتراضهم وليس الذين ينجحون في التسلل إلى إسبانيا بحرا، ويعتقد أنهم حوالي الضعفين، أي قرابة مائة ألف. وارتباطا بهذا، فنسبة الغرقى تتجاوز 4% من المغامرين بحياتهم للوصول إلى إسبانيا استنادا إلى تقرير الجمعية غير الحكومية.

وسجلت سنة 2021 مآسي حقيقية في الهجرة السرية ومنها غرق عشرات الشباب من حي واحد مثل حادثة غرق قرابة 30 من شباب وشابات من حي مولاي رشيد في الدار البيضاء خلال أكتوبر الماضي، ثم أكثر من عشرين شابا ضمنهم فتيات في غرق قارب لأفراد من أحياء من مدينة بني ملال وسط المغرب خلال أغسطس/آب الماضي. كما خلفت تيه قوارب للهجرة جرفتها المياه نحو وسط المحيط الأطلسي، بينما وصل قارب يوم 7 يونيو الماضي إلى منطقة الكاريبي وعلى متنه 15 جثة عبارة عن هياكل عظمية تعود لمهاجرين انطلقوا من موريتانيا.

وأخذا بعين الاعتبار إحصائيات تقرير الجمعية الإسبانية غير الحكومية، فسنة 2021 تعد أسوأ سنة للهجرة السرية بـ4400 غريق من شمال وغرب إفريقيا نحو سواحل إسبانيا منذ بدء ظاهرة الهجرة السرية نهاية الثمانينات حتى نهاية 2021.

Sign In

Reset Your Password