كشف تقرير للمنظمة البريطانية غير الحكومية أوكسفام أن 85 من أغنياء العالم يمتلكون أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، كما أن 1% يمتلكون 50% من خيرات العالم. وهذه المعايير الدولية تنطبق على المغرب بشكل كبير بحكم أن الثروة مركزة في يد مجموعة من الأشخاص على رأسهم أعضاء المؤسسة الملكية وأغنياء مثل عثمان بن جلون والصفريوي والشعبي ضمن آخرين.
وجاء هذا التقرير بالتوازي مع بدء أعمال قمة دافوس في سويسرا التي يجتمع فيها كبار أغنياء العام ومدراء المؤسسات الدولية ووزراء الاقتصاد.
ويبرز تقرير منظمة أوكسفام ارتفاع التفاوت بين ساكنة الكرة الأرضية بين فقراء يزدادون فقرا وبين طبقة غنية تعمل على مزيد من تكديس الأموال وغنى هذا الكوكب. وتبدو الأرقام صادمة للغاية بعدما تبين أن 87 شخصا في العالم يمتلكون لوحدهم ما يمتلكه أكثر من ثلاثة ملايير ونصف مليار شخص في هذا العالم علاوة على أن نصف خيرات الكوكب مركزة في يد 1% من سكان الأرض.
ورغم عدم تركيز التقرير على أسماء الأغنياء، فعلى رأس هؤلاء 85 هناك كارلوس سليم أغنى رجل في العالم ويليه أغنياء من قبل بيل غيتس والوليد بن طلال وسلطان بروناي.
ويلقي التقرير الصادم الضوء على تناقض هذا الوضع مع قوانين وأعراف الاقتصاد بعدما تبين تسطير قوانين في الكثير من الدول لخدمة الأغنياء والمؤسسات الكبرى والشركات المتعددة الجنسيات. وتبرز في هذا الصدد التهرب الضريبي الذي يمارسه الأغنياء بتهريب أموالهم الى الدول التي لا تفرض ضرائب مثل منطقة الكاريبي وسيوسرا. وفي الوقت ذاته، تحذّر من السياسة التي تنهجها الحكومات بفرض مزيد من التقشف في الطقاعات الاجتماعية والعمومية.
وتتهم الأغنياء بالتحكم في الكثير من السياسات وإصدار القوانين التي هي في صالحهم بسبب سيطرتهم على صناع القرار السياسي من حكومات وأحزاب سياسية. وتعزز هذه الأطروحة باستطلاع للرأي في دول كبرى مثل الولايات المتحدة والهند وجنوب إفريقيا وبريطانيا حيث يؤكد المواطنون هذه الظاهرة.
وتعتبر المنظمة في هذا التقرير الهام صعوبة الانتصار على الفقر في ظل ارتفاع التفاوت الطبقي في العالم، بل ترى أن امتيازات البعض ومعاناة الأغلبية قد تمتد الى أجيال مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي في العالم.
معايير تنطبق على المغرب
وتنطبق معايير تقرير أوكسفام على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المغرب. وسبق لدراسات في المغرب أن حذّرت من التفاوت الطبقي وارتفاع نسبة الفقر وتكدس الثروة في يد أقلية صغيرة للغاية بفضل امتيازات حصلت عليها في الماضي والاحتكار المستمر حاليا.
وعمليا، تتركز الثروة، وإن اختلف الأمر في جمعها بين الشفافية أو التملص، في يد قلة قليلة. ومن خلال ما تقدمه مجلة فوربس حول الأغنياء المغاربة وتقديرات نسبية، يمكن القول أن نصف الثروة المغربية يوجد في يد ما بين 4% الى 5% من، بينما يمتلك حوالي مائة شخص أكثر من نصف.
ويأتي في صدارة هؤلاء المائة أغنياء مثل عثمان بن جلون والصفريوي والشعبي والملك محمد السادس وأخنوش وبعض الأمراء ومسؤولين في الدولة.