طالب ملك اسبانيا فيلبي السادس من مواطنيه في خطاب ليلة أمس الثلاثاء بمناسبة أعياد الميلاد الثقة في المؤسسات معترفا بمرور البلاد بأوقات غير سهلة نتيجة التطورات السياسية والاقتصادية والتحولات الكبرى. وكالعادة، يتسبب خطابه في انقسام وسط الرأي العام والأحزاب.
وتطرق الى التحديات الكبرى مثل التغيير المناخي والثورة الرقمية ومستقبل الاتحاد الأوروبي وموجات الهجرة التي تنضاف الى ما تعانيه اسبانيا من فقدان المواطن الثقة في المؤسسات وخاصة بعد أزمة إقليم كتالونيا الراغب في الاستقلال عن البلاد ثم الأزمة الاقتصادية، وأشار الى أنه يجب احترام الدستور والعودة إليه لحل المشاكل بحكم ضمانه التنوع الإقليمي والثقافي والسياسي في إطار الوحدة. وجاء في خطابه “لا نعيش أوقاتا سهلة، ولهذا يجب أن تكون لنا ثقة في أنفسنا من أي وقت مضى لأن تقدم بلد رهين بالأداء المناسب للدولة وكذلك بقوة المجتمع”. وطالب الملك بضرورة التحرك وعدم الارتهان الى الجمود كما حدث في فترات سابقة من تاريخ اسبانيا.
ويرى الخبراء في الشأن الإسباني محاولة الملك احترام انشغالات الرأي العام، وهي الانشغالات التي تعكسها استطلاعات الرأي ومنها معهد الأبحاث الاجتماعية الذي كشف رؤية الإسبان للقضايا الرئيسية التي تشغل بالهم ويرغبون في إيجاد أجوبة عنها. وكتبت جريدة بوبليكو اليوم أن فيلبي السادس كان معتدلا في تعاطيه مع الأزمة الكتالانية عكس مواقفه المتصلبة سنتي 2017 و2018 .
وكالعادة، فقد انقسمت الطبقة السياسية حول خطاب الملك، فقد أشاد اليمين المتمثل في الحزب الشعبي المحافظ واسيودادانوس الليبرالي وحزب فوكس المتطرف بمضمونه. ولم يتحفظ حزب بوديموس اليسار كثيرا على الخطاب واعتبره معتدلا هذهذ المرة عكس المرات السابقة، بينما قام الحزب الجمهوري الكتالاني بتبخيس الخطاب معتبرا مضمونه يشبه أطروحات اليمين القومي المتطرف “فوكس”.
ورفض رئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا كيم تورا الخطاب، مؤكدا أن مشكل اسبانيا اليوم هو خرق الدولة لحقوق الإنسان واعتقال السياسيين الكتالانيين بسبب دفاعهم عن حق تقرير المصير.
ويأتي خطاب الملك في ظروف استثنائية تعيشها اسبانيا نتيجة غياب الاستقرار السياسي بسبب تراجع القطبية الحزبية بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي ودخول أحزاب جديدة المعترك السياسي، مما جعل البلاد تفتقد لحكومة مستقرة وتعيش أربع انتخابات تشريعية في أربع سنوات. علاوة على التحدي الذي تشكله كتالونيا الراغبة في الاستقلال عن اسبانيا.