وجه الملك فيلبي السادس خطابا الى الشعب الإسباني بمناسبة أعياد الميلاد يحث فيه على وحدة اسبانيا، وخلف الخطاب مواقف متعارضة بين التأييد من طرف القوى الكلاسيكية وبين انتقادات قوية من طرف القوى الصاعدة والحركات القومية.
ووجه فيلبي السادس الخطاب ليلة الخميس، عيد ميلاد المسيح، وهو الخطاب الرسمي الوحيد والسنوي الذي يوجهه الى الشعب، حيث تناول نقطتين أساسيتين وهما: ضرورة الحوار السياسي في ظل تعددية جديدة في البرلمان، وذلك بعد الانتخابات التشريعة الأخيرة التي أنهت القطبية الحزبية في البلاد بسبب هيمنة الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي على المشهد السياسي.
وتناول في النقطة الثانية الرئيسية وحدة البلاد، حيث حثّ الإسبان على التشبث بالدستور والحوار لحل المشاكل العالقة، وذلك في إشارة الى مطالب الحركات القومية في كتالونيا التي تطالب بالاستقلال عن البلاد.
ولم تتأخر ردود الفعل في اليوم الموالي، الجمعة من الأسبوع الجاري. وكالعادة، رحب الحزب المحافظ بالخطاب معتبرا إياه بالخطاب التاريخي، وتجنب الحزب الاشتراكي توجيه انتقادات للملك وقال أن “الخطاب مناسب”، لكن مواقف باقي الحركات السياسية الأخرى اختلفت.
ويرى حزب اسيودادنوس الذي يعتبر قوة صاعدة جديدة وهو ليبرالي معتدل أن الخطاب لم يتحدث عن التجديد الديمقراطي في البلاد بشكل واضح بعد التغيير الذي جاء مع الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 20 ديسمبر الجاري.
ومن جانبه، انتقد حزب بوديموس الذي يعتبر مفاجأة الانتخابات بحصوله على المركز الثالث أن الخطاب مهم في دعوته الى الحوار ولكنه لم يتناول قضايا الفساد وأشار مرة واحدة الى الفوارق الطبقية و16 مر الى وحدة اسبانيا.
واعتبر حزب اليسار الموحد خطاب الملك دون المستوى لأنه لا يعكس معاناة المواطن البسيط، ودعا الملك الى النزول الى الشارع لكي يعرف المعاناة الحقيقية للناس في ظل الأزمة وانتشار الفساد.
لكن ردود الفعل القوية جاءت من الأحزاب القومية في بلد الباسك وكتالونيا. وأعرب الحزب القومي الباسكي عن رفضه للخطاب بسبب إصراره على وحدة اسبانيا، وهو الموقف نفسه الذي تبناه اليسار الجمهوري الكتالاني ورئيس الحكومة الكتالانية المؤقتة أرثور ماس. واعتبرت هذه الأحزاب الخطاب غير ديمقراطي ورفضت دعوات الملك طالما لا يعترف بتقرير المصير. وتطالب كتالونيا بالانفصال عن اسبانيا وتأسيس دول خاصة بها، وهو الأمر نفسه بالنسبة لبلد الباسك.