بدأ المغرب بشكل محتشم إجلاء مواطنيه العالقين في الخارج، حيث شملت العملية حتى الآن نسبة هامة من العالقين في سبتة ومليلية ثم الجزائر، بينما إجلاء الباقي قد يتم بطريقة عادية،اي عودة المواطنين بطرقهم الخاصة بعد فتح الحدود.
وتعتبر الدولة المغربية الوحيدة في العالم التي تخلت عن العالقين ولم تبدل أي مجهود في هذا الشأن باستثناء خلال الأسبوعين الأخيرين عبر إجلاء المواطنين في سبتة ومليلية والجزائر، وهما من المناطق التي سببت حرجا سياسيا أكبر للدولة مقارنة مع الباقي بسبب الطابع السياسي سواء الاستعماري أو التوتر في حالة الجزائر لاسيما بعد تصريحات القنصل المغربي في وهران التي وصف فيها الجزائر بالعدو.
ولا تتوفر الدولة على أي استراتيجية واضحة المعالم، فمن جملة “قريب بزاف سيعودون” التي نطق بها وزير الخارجية ناصر بوريطة في لجنة العلاقات الخارجية منتصف أبريل الماضي، الى التضارب بين وزارتي الصحة والخارجية بشأن تحديد الجهة المسؤولة عن الترخيص بالعودة، ثم الى الأرقام غير الصحيحة التي كشف عنها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وحصلت ألف بوست على معطيات تفيد بأن المغاربة سيعودون بشكل منتظم عبر استمرار حصص محدودة مثلما حدث مع الجزائر وسبتة ومليلية وقد يتعلق الأمر المرة المقبلة بتركيا التي بها أكبر نسبة من العالقين من السياح. في الوقت ذاته، أنه مباشرة بعد فتح أغلب الدول العالم الحدود وخاصة الأوروبية سيفتح المغرب مجاله الجوي، وقد يكون بعد 15 يونيو الى 30 منه. وبالتالي سيختار العالقون طرق العودة الخاصة بهم أي شراء تذاكر أو استعادة تلك التي بقيت مجمدة بعد إغلاق الحدود. وقد تساعد تساعد الدولة أولئك الذين فقدوا كل شيء ولا توفرون على الموارد المالية لشراء تذكرة العودة سواء عبر الالتزام إعادة ثمن التذكرة أو من خلال تمويل العودة من صندوق كورونا.