يعيد ملف الصحراء المغربية التوتر مجددا بين المغرب والجزائر في أعقاب تصريحات وزير خارجية الرباط صلاح الدين مزوار باتهام هذا البلد بالتورط في دعم البوليساريو، والرد العنيف من دبلوماسية البلد الجار شرقا. وهذا التوتر يؤكد مرحلة جديدة من الحرب الدبلوماسية لاسيما في ظل التطورات التي يشهدها ملف الصحراء.
وكان وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار قد شن يوم الخميس الماضي أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب والمستشارين هجوما قويا ضد الجزائر معتبرا إياها طرفا مباشرا في نزاع الصحراء، وواصفا خطابها حول حقوق الإنسان في الصحراء بالبيئس. وركز مزوار كثيرا على دور الجزائر في الدفع بالإتحاد الإفريقي الى إنشاء منصب المبعوث الإفريقي الخاص في نزاع الصحراء، وهو خواكيم شيصانو، رئيس الموزامبيق السابق.
وجاء رد جبهة البوليساريو يوم الجمعة الماضية التي رفضت تصريحات صلاح الدين مزوار خاصة النقطة المتعلقة بمهمة المينورسو، فبينما اعتبر الوزير أنها تقتصر فقط على مراقبة وقف إطلاق النار، ترى البوليساريو أن مهمتها هي تنظيم استفتاء تقرير المصير، ومشيرة الى أن اسمها يعطكس طبيعتها وعدم قيام الأمم المتحدة بتغيير القانون المنظم لها منذ إحداثها في التسعينات.
وبعد مرور يومين، جاء رد الدبلوماسية الجزائرية قاسيا وعنيفا كذلك. فقد نقلت وكالة الجزائرية عن الناطق باسم الخارجية عبد العزيز بنعلي الشريف أن تصريحات مزوار تشكل “انزلاقا وتشكل حساسية مفرطة لا تليق بالعلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين”.
وفي تبرير لموقف الجزائر بدفاعها عن البوليساريو ومنها المبادرات التي تتخذها لصالح هذه الحركة في المنتديات الدولية، يقول الناطق أن الجزائر “يتماشى موقفها من مسألة الصحراء الغربية مع التوافق الدولي وعقيدة الأمم المتحدة ترفض بشدة هذه الاتهامات المغلوطة الصادرة عن هؤلاء المسؤولين المغربيين”.
ورغم وجود حرب دبلوماسية مفتوحة بين المغرب والجزائر في المنتديات الدولية بسبب نزاع الصحراء، إلا أنها تشتد في أعقاب كل تصريحات نارية من الطرفين.