دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 13 مارس الجاري عن صواب قراره السابق ببناء سور فاصل مع المكسيك وأكد أنه كان سيكون فعالا الآن لمواجهة كورونا فيروس. لكن المفارقة أن المكسيكيين هم الذين أصبحوا يطالبون بالجدار ويرفضون دخول الأمريكيين الى وطنهم حتى لا ينقلون لهم هذا الفيروس بعدما تحولت الولايات المتحدة الى أكبر بؤرة له، حسبما نقلت الصحافة المكسيكية.
واستغل دونالد ترامب كورونا فيروس وعاد ليذّكر الأمريكيين بأهمية قراره الذي طرحه منذ سنتين كان يرمي الى بناء جدار أو سور فاصل لمواجهة الهجرة المكسيكية وتلك القادمة من أمريكا اللاتينية. وأغضبت تصريحاته الرأي العام المكسيكي خاصة بعد إغلاق الحدود النسبي يوم 20 مارس الجاري. وبمجرد ما ارتفعت حالات كورونا فيروس في الولايات المتحدة حتى وقع العكس. فقد نقلت الصحافة ومنها يومية سونورا وأونيفزيون رغبة المكسيكييين في إغلاق الحدود مع الولايات المتحدة أمام تدفق الأمريكيين.
وقصد بعض الأمريكيين شمال المكسيك للإقامة المؤقتة هناك أمام ارتفاع كورونا فيروس أو لشراء المواد الغذائية بعدما أصبحت المتاجر فارغة في بلداتهم نتيجة الإقبال الكبير على تخزين هذه المواد من طرف الأمريكيين. ولم يرق هذا بعض المكسيكيين خوفا من انتقال الوباء من الولايات المتحدة وكذلك بعدما انتهت مواد التنظيف والمواد الغذائية في البلدات المحادية لولاية أريزونا. ولهذا السبب، تظاهر العشرات يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري في “نوغالس” إحدى النقط الحدودية لولاية سونورا المكسيكية مع ولاية أريزونا الأمريكية وقطعوا عملية العبور لساعات، رافضين قدوم الأمريكيين بل حتى المهاجرين المكسيكيين خوفا من الوباء.
وسجلت المكسيك حتى يوم الجمعة من الأسبوع الجاري أقل من 600 حالة وثمانية وفيات فقط.، بينما تجاوزت الولايات المتحدة حاجز المائة ألف. وطالب المتظاهرون من الرئيس أندريس لوبيث أوبرادور منع الأمريكيين القادمين لشراء الأدوية أو السياحية، وفي حالة الدخول لأسباب استثنائية إخضاع القادمين لفحوصات الكشف عن كورونا.
ولم تتحرك الحكومة المكسيكية، لكن التحرك جاء من طرف القضاء في ولاية سونورا، حيث أصدر قاضي يوم الخميس من الأسبوع الجاري قرارا يسمح بدخول الأمريكيين سوى في حالات استثنائية مع الفحص. وطلب من الحكومة إقامة مراقبة طبية مشددة في نقط العبور من أريزونا الى ولاية سونورا. وأصبح الرأي العام في المكسيك يسخر من ترامب “شيد الجدار فنحن معك لوقف قدوم كورونا فيروس من بلدك نحونا“.
+