زار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء كريستوفر روس العاصمة الرباط خلال الأيام الماضية قبل حلوله بالجزائر، وتجنبت الدولة المغربية استقباله على مستوى عال كما رفضت الكشف عن تاريخ الزيارة. وهذا الموقف يعكس مجددا التوتر بين المغرب والأمم المتحدة، وقد يكون هذه المرة حول المقترحات التي يحملها لحل نزاع الصحراء.
وكان كريستوفر روس قد بدأ زيارته منذ قرابة أسبوعين بمخيمات تندوف وانتقل لاحقا الى عدد من الدول وهي فرنسا وسويسرا وبريطانيا واسبانيا، حيث استقبله وزير خارجية مدريد مانويل غارسيا مارغايو الأسبوع الماضي. وبعد حلوله بالرباط انتقل الى الجزائر منذ ثلاثة أيام وكان في استقباله وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وتسرب خبر زيارة كريستوفر روس الى المغرب بعد زيارته لمدريد الاثنين من الأسبوع الماضي وقبل حلوله بالجزائر الأحد الماضي، وهذا يعني أنه حل بالرباط ما بين الأربعاء والجمعة من الأسبوع الماضي. وكشفت اسبانيا أن روس يرافقه هذه المرة فريق كبير من الأمم المتحدة، وهو ما قد يؤكد مقترحات جديدة يحملهابعيدا عن إنجاز التقارير الدورية التي كان يقوم بها في الماضي.
ولم تعلن الرباط عن هذه الزيارة حتى في وسائل الاعلام الرسمية، وتجنب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار استقبال كريستوفر روس، وفعلت الأمر نفسه امباركة بوعيدة، بينما تولى استقباله الكاتب العام للخارجية ناصر بوريطة.
ويعتبر موقف المغرب بتجاهل روس وتهميشه إعلاميا ودبلوماسية مؤشرا قويا على عودة التوتر بين المغرب والأمم المتحدة بشأن الحلول المقترحة لنزاع الصحراء. وسبق للمغرب أن قام بتهميش زيارة روس مرتين، المرة الأولى على مستوى الاستقبال الدبلوماسي والثانية بالتكتم على زيارته.
ومن المنتظر جدا أن تكون المقترحات التي يحملها كريستوفر روس خلال جولته الحالية وراء تحفظ المغرب، وهي مقترحات تتعلق بالكونفدرالية بدل استفتاء تقرير المصير الذي يصر عليه البوليساريو أو الحكم الذاتي الذي يعلنه المغرب حلا وحيدا.