عاد مغاربة مليلة المحتلة الى التظاهر أمس الأحد ضد السلطات المغربية بسبب مقتل شابين اسبانيين من أصول مغربية أمين محمد و عبد السلام أحمد، المعروفين باسمي “بيسلي” و “إيمين،على يد البحرية الملكية المغربية. وبدأ هذا الملف يتحول الى منعطف في علاقة ساكنة مليلية بالسلطات المغربية، إذ يتعدى الأمر من طلاق الى احتمال عداوة سياسية إذا لم تبادر الرباط بمبادرة صلح تتجلى في فتح تحقيق جدي. وتعود هذا الحادث الى أسبوعين عندما فتحت البحرية النار ضد الشابين المذكورين كانا على متن قارب في المياه المغربية القريبة من مليلية المحتلة. وقدمت البحرية الملكية تفسيرا للحادث يتجلى في رفض القارب الامتثال للأوامر بالوقوف. ولم يتم العثور على المخدرات في القارب. ساكنة مليلية وخاصة المغاربة يعتبرون هذا الحادث عملية قتل معلنة، ويشيرون باصابع الاتهام الى مسؤول معين في البحرية المغربية، لاسيما في ظل أخبار تفيد بأن عملية إطلاق النار تمت من مسافة قريبة جدا وليس من مسافة بعيدة. وتظاهر سكان مليلية منذ أسبوع، وقطعوا حركة المرور في نقطة الحدود، وعادوا أمس الى التظاهر بكثافة. وإذا كانت التظاهرة الأولى قد تمت بدعوة من الشباب الغاضب، فهذه المرة يتزعم حزب ائتلاف مليلية التظاهرة كما شاركت فيها أحزاب أخرى. وزعامة هذا الحزب الذي يمثل أغلبية ساكنة مغاربة مليلية يعطي للملف أبعادا سياسية غير مرتقبة. وكانت ألف بوست قد أشارت في تحليل سابق الى أن هذا الحادث سيؤدي الى طلاق حقيقي بين المغرب ومغاربة مليلية. ظهور معطيات جديدة في التشريح، وفق مصادر في مليلية، وارتفاع حدة الغضب، سيجعل من الشباب المغربي في مليلية يتخذ مواقف سياسية ضد المصالح المغربية. وقد رفع الشباب في التظاهرة الأولى والثانية شعار “لسنا مغاربة بل نحن اسبان”. مصادر مغربية من مليلية، كشف لألف بوست أن السلطات المغربية مطالبة بمبادرة تصالح مع هذه الساكنة، وهذا يمر عبر تحقيق جدي لكشف ملابسات هذا الحادث الذي تحول في أعين الكثيرين الى جريمة قتل. المصادر نفسها تؤكد أن شباب المدينة عانى من الأجهزة الأمنية المغربية الشيء الكثير، اعتقالات بسبب الاشتباه في الإرهاب والمخدرات ثم المعاملة السيئة في الحدود، ويأتي هذا الحادث ليفجر هذا الغضب. ووصل هذا الملف الى البرلمان الإسباني، حيث تطالب أحزاب سياسية مثل الحزب الاشتراكي وحزب اتحاد التقدم والديمقراطية بتفسيرات من حكومة مدريد. وكان وزير الخارجية مانويل غارسيا مارغايو قد كشف الأسبوع الماضي أنه بحث مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار الملف، واتفقا على إجراء طل طرف تحقيق مستقل حول الحادث.