تهتم الجاليات المغربية المقيمة في دول الاتحاد الأروبي والولايات المتحدة بمقاطعة المغاربة لبعض بضائع شركات معينة مثل الماء المعدني والحليب والبنزين. ويشارك أفرادها بحماس في المقاطعة بل وينادون بإضافة شركات أخرى مثل الخطوط الملكية للطيران التي يحتج عليها المهاجرون منذ سنوات طويلة بسبب أسعارها المرتفعة والتي تعتبر مفارقة خطيرة في تعاملها مع المهاجرين المغاربة.
ويعيش المغرب خلال هذه الأيام حملة مقاطعات ثلاث شركات وهي «سنترال» التي تنتج الحليب وشركة إفريقيا لتوزيع الوقود والشركة المنتجة للماء المعدني «سيدي علي». وهذه المقاطعة استأثرت باهتمام كبير لأنها فاجأت الجميع بقوتها الجارفة رغم عدم تبني أي حزب أو نقابة لها بل هي تعبير عن «المقهورين» من ارتفاع غلاء الأسعار، وفق الكثير من التعاليق. كما استأثرت باهتمام سياسي لأن أبرز المتضررين هو وزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش الذي يعتبر ثاني أغنى مغربي في البلاد بعد الملك محمد السادس.
وتلقى المقاطعة اهتماما في صحف أوروبية بل هناك من نادى في اسبانيا بتقليد المغاربة لمحاربة الاحتكار، وتشارك الجالية المغربية في هذه الحملة عبر مستويات مختلفة. ومن ضمن مظاهر هذه المشاركة هو قيام عدد من النشطاء المغاربة المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي بنشر أسعار بعض المواد الأساسية في دول أوروبية، والمفاجأة أنها في بعض الأحيان أرخص من المغرب علما أن الدخل الفردي في الدول الأوروبية يفوق المغربي أكثر من عشر مرات.
ومن ضمن الأمثلة المعبرة في هذا الشأن ومن دول تشهد جالية مغربية كثيفة العدد، الدخل الفردي في هولندا هو 45 ألف دولار، وفي اسبانيا قرابة 28 ألف دولار بينما في المغرب لا يتجاوز 2900 دولار. رغم هذا الفارق، يؤدي المغاربة بعض الخدمات والمواد بأسعار أوروبية بل وأحيانا أكثر.
وانخرط عدد من المغاربة المهاجرين في نشر أشرطة فيديو بعضها قوي المضمون ضد الاحتكار في المغرب والمطالبة بتوسيع لائحة الشركات المعنية بالمقاطعة.
في هذا الصدد، بدأ نشطاء مغاربة ينادون بمقاطعة بعض الشركات التي يتضررون من سياسة الأسعار التي تنهجها وعلى رأسها شركة الخطوط الملكية للطيران المغربية المعروفة بأسعارها المرتفعة. وكانت هذه الشركة خلال العقود الأخيرة هدفا للانتقادات بسبب أسعارها الغالية. ونظم المغاربة تظاهرات أمام السفارات للاحتجاج عليها، وقامت نسبيا بتخفيض أسعارها بعدما دخلت شركات منافسة أوروبية أنشأت خطوطا نحو العديد من المدن المغربية وبأسعار رخيصة جدا. ومن الشعارات التي اخترها نشطاء الجالية المغربية في التعليق على مقاطعة شرطة الطيران “خليها ترتاح”، أي لا طيران.
وتعتبر شرطة الطيران المغربية مفارقة حقيقية في عالم المال والأعمال، فرغم احتطارها ولعقود الخطوط نحو المغرب وفرض أسعار مرتفعة للغاية ووجود زبائن بمئات الآلاف من المهاجرين بحكم حجم الجالية المغربية، تعاني من عجز مالي ومشاكل متعددة.
ومشاركة أفراد الجالية المغربية في حملة المقاطعة يمنحها بعداً آخر، وهي ثاني مشاركة مكثفة خلال السنة الأخيرة في ملف يرتبط بالوطن الأم مباشرة، والمشاركة الكبيرة مؤخرا تتجلى في الدفاع عن المعتقلين في الحراك الشعبي في الريف وجرادة.