تفاديا لسقوط أوكرانيا بصفة نهائيا بعد وصول القوات الروسية الى العاصمة كييف واحتمال سيطرتها على ما يسمى مؤسسات المربع الأمني وهي الرئاسة والبرلمان ورئاسة الأركان العسكرية، بدأ الرئيس زيلنسكي يتحدث عن حيادية أوكرانيا وعدم الانضمام الى منظمة شمال الحلف الأطلسي لوقف الحرب، وهو مقدمة للإستسلام.
وفي ظرف قياسي لا يتعدى 36 ساعة منذ بدء الحرب فجر أمس الخميس، نجحت القوات الروسية في الوصول الى بعض أحياء العاصمة كييف، وهو عمل عسكري نادر الحدوث في تاريخ الحروب، بعدما طبقت حربا خاطفة من خلال المزج بين القصف الصاروخي والتقدم البري وأساسا الاعتماد على الكوماندوز الذي تسلل بطرق مختلفة الى أوكرانيا ومنها الإنزال بالمظلات والتسلل عبر الخديعة مثل ارتداء زي أفراد الجيش الأوكراني للوصول الى مناطق حساسة من العاصمة.
ويفترض وصول مدرعات ودبابات الى العاصمة لتنفيذ ما يسمى بالضربة الكبرى وهو اقتحام “المربع الأمني” من خلال السيطرة على مقر الرئاسة ثم مقر قيادة الأركان العسكرية علاوة على البرلمان والإذاعة الرسمية. وهذا سيعني انهيار كبير لرمزية الدولة الأوكرانية أو على الأقل السلطات الحاكمة حاليا في انتظار استسلام. خاصة وأن الجيش الروسي نجح في ضرب الاتصالات بين القيادة السياسية والعسكرية وبين مختلف وحدات الجيش. ووفق الإيقاع العسكري الحالي للقوات الروسية، يمكن انتظار سقوط كييف في أقل من 24 ساعة المقبلة.
ويوجد سباق ضد الساعة، فمن جهة، تحاول رئاسة أوكرانيا فتح مفاوضات مع روسيا، وأعلن الرئيس زيلنسكي أن بلاده جاهزة للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن صيغة محايدة حول الوضع الراهن. وكان مسؤول في مكتب الرئاسة الأوكرانية قد صرح مسبقا بأن كييف جاهزة للتفاوض مع روسيا ولكن يجب أن تحصل على ضمانات أمنية. وهذا يعني عدم الانضمام الى الحلف الأطلسي مقابل انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية. وجاء هذا الموقف بعدما تخلى الغرب عن أوكرانيا، وقال الرئيس :نحن نحارب وحيدون”.
ومن جهة أخرى، تصر روسيا على استسلام أوكرانيا لفرض الشرط الرئيسي هو تولي سلطات سياسية جديدة تسيير البلاد، وهو ما يتماشى مع رفض الرئيس فلاديمير بوتين بقاء من يصفهم “النازيون” في السلطة في كييف. وهذا يعني انضمام أوكرانيا مجددا الى فلك موسكو. وكان نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي، فلاديمير جباروف، قد قال لوكالة سبوتنيك أمس الخميس، أنه “لن يتفاوض أحد مع الرئيس الحالي لأوكرانيا فلولودومير زيلينسكي”.، مضيفا “نتوقع أن تأتي حكومة طبيعية عاجلا أم آجلا إلى أوكرانيا، وليس القوميين، ولكن السياسيين الطبيعيين”.