أكد تقرير لمعهد الدراسات والاستشارات الاقتصادية العالمي ماكنزي الصعوبات التي تواجهها الدار البيضاء لتصبح مدينة اقتصادية عالمية مستقبلا، وهذا التقرير يتناقض والمقال الذي نشرته مؤخرا مجلة فوربس التي تتكهن بتحول الدار البيضاء الى قطب اقتصادي عالمي وتناولته الصحافة المغربية بشكل واسع.
الدارسة التي أنجزها معهد ماكينزي وتحمل اسم “العالم الحضري: مشهد تحول التجاربة العالمية” شارك فيها عدد من الخبراء الاقتصاديين على المستوى الدولي، وخضعت لمقاييس اقتصادية دقيقة تقوم على مؤشرات علمية مثل مستوى التعليم والتكوين والدخل الفردي والقوانين المنظمة للشركات والمحيط الدولي للمدينة والتطور الاقتصادي للدولة ثم مقارنة دقيقة بين المدن المرشحة.
واستخلصت الدراسة الى صعوبة الحديث عن تحول مدن مغربية معينة ومنها الدار البيضاء الى أقطاب اقتصادية عالمية مستقبلا خصوصا وأن الاقتصادي المغربي لا يعتبر ضمن الاقتصاديات الصاعدة.
وهذه الدراسة تتعارض ومقال نشرته مجلة فوربس منذ أسبوعين في شبكة الإنترنت تبرز تحول الدار البيضاء “كازابلانكت فينانس سيتي” الى مركز عالمي وخاصة للأفارقة مستقبلا.
وهذا المقال وقعه الصحفي Mfonobong Nsehe، يتعاون مع فوربس وينشر مقالات حول رجال الأعمال الأفارقة على شاكلة مقالات النجوم، وبالتالي فمقاله يفتقر لأدنى معايير التحليل الاقتصادي القائم على ما هو علمي. ورغم ذلك، فقد لقي رواجا كبيرا في الصحافة المغربية.
ومن ضمن ذلك قول المقال أن “ثلاثة آلاف شركة دولية تتواجد في الدار البيضاء تنتظر الفرص للاستثمار في دول الساحل الإفريقي”، متناسيا أن دول الساحل الإفريقي فقيرة ودخلها لا يتعدى سنويا 300 دولار، وتعيش صراعات إثنية وسياسية وسكانيا محدودة للغاية.
في الوقت ذاته، فقد أوردت دراسة نشرتها لوموند في ملحقها جيوبولتيك في بداية الشهر الجاري أن فرنسا بدأت تركز على إفريقيا الأنجلوسكسونية لأن اقتصادياتها ذات دينامية قوية بينما إفريقيا الفرنكفونية، معقل النفوذ الفرنسي، ضعيفة اقتصاديا وسياسيا.