تشير معلومات الى احتمال إبعاد الملك محمد السادس مستشاره الخاص والمفضل فؤاد علي الهمة عن القصر مؤقتا، حيث لم يشارك هذا المستشار الذي يصفه البعض ب “الرجل القوي” في الأنشطة الملكية الأخيرة ومنها ما يدخل في صلب عمله مثل وزارة الداخلية.
وتفيد هذه المعلومات التي حصلت عليها ألف بوست عن وجود غضبة ملكية عن فؤاد علي الهمة. وفي حالة تأكيد ذلك، ستكون الغضبة الثانية في ظرف نصف سنة بعد قلق الملك من مستشاره الخاص بسبب تسببه في أزمة مغتصب الأطفال “غالفان” الصيف الماضي جراء تسييره السيء لملف العفو، حيث ترتب عن التنافس مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وضع المؤسسة الملكية في أصعب موقف خلال 15 سنة الأخيرة.
وتتداول الطبقة السياسية والحكومة ومقربون من القصر غضبة الملك محمد السادس على مستشاره الخاص والمفضل فؤاد علي الهمة. ومما يزكي هذه الغضبة هو غياب الهمة عن الأنشطة الرسمية منذ شهر تقريبا.
وعمليا، من خلال مراجعة الأنشطة الملكية في موقع الأنباء لاماب تبين أن آخر نشاط شارك فيه الهمة كان أشغال لجنة القدس في مراكش، بينما غاب عن جميع الأنشطة الأخرى حتى التي تدخل في صميم عمله مثل الداخلية.
في هذا الصدد، لم يحضر تعيين الملك للولاة الجدد يوم 21 يناير الماضي، كما لم يكن حاضرا في لقاء هام جدا وهو استقبال الملك لزعيم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد بلال آغ الشريف يوم 31 يناير الماضي. وغاب عن باقي الأنشطة.
وتفيد المعطيات أن غضبة الملك تعود الى ما يمكن اعتباره بفشل محيطه وعلى رأسهم الهمة في إبراز أهمية مؤتمر القدس في مراكش خلال منتصف يناير الماضي، حيث فشل إعلاميا في تسويق صورة المغرب. وكان قيدوم الصحافة المغربية مصطفى العلوي قد شرح بالتفصيل ما يمكن اعتباره الفشل النسبي لمؤتمر القدس مقارنة مع المؤتمرات التي احتضنها المغرب سابقا.
وتؤكد مصادر أن جزء من الفشل يتحمله فؤاد علي الهمة لأنه تولى مسؤولية الإشراف على التواصل وسط القصر الملكي باستقدامه أحد أصدقاءه لتولي هذه المسؤولية.
في الوقت ذاته، هناك يجري الحديث عن تحفظ من المؤسسة الملكية على طلب التعويض الذي طلبه فؤاد علي الهمة من السياسي عبد الله القادري، حيث حكم القضاء بما قيمته 400 مليون سنتيم، وهو ما جعل الكثير من الدبلوماسيين الغربيين يتندرون بالحكم في الرباط، ويؤكدون أن الأعراف تتطلب المطالبة بدرهم رمزي خاصة وأن المتضرر هو صديق ومستشار الملك والمطالبة بمبلغ مرتفع ينعكس سلبا على المؤسسة الملكية.
في الوقت ذاته، هناك عتاب للملك على صديقه بسبب ملف الصحراء، ويعتبر الهمة المكلف بهذا الملف داخليا وخارجيا، ورصد الملك الفارق بين التقارير والواقع، الأمر الذي أدى به الى الخطاب الشهير خلال افتتاح البرلمان في أكتوبر الماضي للتنبيه الى خطورة الأمر، علما أنه شهرا قبل ذلك كان يعتبر المغرب في موقع مريح.
وفي حادث أخرى، لم يرق للقصر مشاركة فؤاد علي الهمة في الندوة التي كان قد نظمها نور الدين عيوش حول واقع التعليم، لاسيما بعدما اعتبر الرأي العام أن القصر يقف وراء مبادرة التعليم بالدارجة، ووجد القصر نفسه في موقف حرج عندما ظهر عيوش بمستوى محدود في مواجهة المفكر عبد الله العروي وهو يردد “أنا صديق الملك”.
علاوة على كل هذا، ارتفعت الأصوات السياسية التي تشير الى وقوف جهات نافذة وراء ما يجري في بعض الأحزاب وخاصة ذات التاريخ منها. في هذا الصدد، صدرت تصريحات عن مسؤولين حزبيين يعتقدون في تدخل الدولة في حسم النتائج في حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية. وبغض النظر عن صحة هذه الفرضيات من عدمها، تنعكس هذه الاتهامات سلبا على المؤسسة الملكية لأنها توجه أساسا الى المحيط الملكي، ويبقى الهمة محور هذه الاتهامات التي ليست بالجديد.
ويعلق إعلامي مغربي على الخبر “من يدري، فقد تفاجأنا بصورة للملك رفقة منير الماجيدي في سيارة رباعية الدفع في شبكات التواصل الاجتماعي، علما أنه كان دائما يظهر فقط مع الهمة”.
وتؤكد مصادر عليمة لألف بوست “غضبة الملك تعني العتاب ضد من يتأخر أو لا ينجح في ملفات هامة، وسبق وأن غضب على الهمة في مناسبات سابقة، وقد يعني هذا استبعاده مؤقتا ولكن ليس بشكل نهائي، فقد نجده بجواره في اي لحظة لأن الهمة هيكلي في السلطة الجديدة ومن الصعب التخلي عنه”.
“ملاحظة: نتمنى من نادي محبي الهمة أن لا يبدأوا في سيمفونية السب والقذف”