يسيطر نوع من القلق على الدول العربية التي توصف بالمعتدلة وخاصة الأنظمة الملكية بسبب الاتفاق حول المشروع الإيراني بين طهران والدول الخمس الدائمة العضوية زائد المانيا “السداسية”. ومن هذه الدول المغرب الذي لم يصدر أي موقف بعد مرور 24 ساعة على هذا الحدث الذي يؤكد بعض الخبراء أنه يدشن نسبيا عهدا جديدا في الشرق الأوسط.
وبعد سنوات من المفاوضات بين السداسية وإيران، انتهت المفاوضات فجر أمس الأحد في جنيف باتفاق تاريخي يعترف لطهران بحقها في تخصيب اليورانيوم ولكن دون تجاوز نسبة 5%، وهي النسبة التي تفصل بين الاستعمال المدني للطاقة النووية والاستعمال العسكري. ويعتبر هذا الاتفاق مرحلة أولى في انتظار الاتفاق النهائي بعد استئناف المفاوضات خلال الستة أشهر المقبلة.
غضب معسكر الاعتدال العربي
وترحب مختلف دول العالم بهذا الاتفاق التاريخي الذي يبعد في الوقت الراهن شبح الحرب في الشرق الأوسط بعد التهديدات الإسرائيلية لشن حرب على إيران، لكن تخلفّت مجموعة من الدول عن الترحيب بعضها أعلن موقفه علانية بينما البعض الآخر لا ينتظر.
وتبرز جريدة نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم الاثنين المخاطر التي تهدد الاتفاق وتتحدث عن موقف الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها العربية السعودية علاوة على إسرائيل,
في هذا الصدد، لم تتردد العربية السعودية في الإعراب عن عدم رضاها والتأكيد على قلقها مما تعتبره “تنازل المجتمع الدولي” للمشروع الإيراني. وقال السفير السعودي في لندن، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خطر البرنامج الإيراني النووي إذا فشلت الولايات المتحدة والمملكة البريطانية والدول الكبرى في وقف هذا البرنامج الخطير. وتنقل قناة العربية المرتبطة بالسعودية منذ أمس تصريحات سياسيين وأكاديميين سعوديين يلحون على ضرورة توفر الرياض على مشروع نووي.
المغرب صامت ومتحفظ ويميل للسعودية
ويعتبر المغرب من الدول التي لم تصدر . وتوجد الدبلوماسية المغربية في موقف حرج، فمن جهة لا تريد إغضاب حليفها الرئيسي والاستراتيجي العربية السعودية التي تعارض الاتفاق الدولي حول المشروع النووي، ومن جهة أخرى لا تريد اتخاذ موقف مخالف لدبلوماسية فرنسا وكذلك واشنطن لاسيما بعد أيام فقط من الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس الى البيت الأبيض.
وتوجد العلاقات المغربية-الإيرانية مقطوعة منذ ثلاث سنوات بقرار من المغرب على خلفية تصريحات لطهران مست سيادة المغرب بسبب ملف دولة البحرين. وسبق للمغرب أن رفض في مناسبات متعددة البرنامج النووي الإيراني بالدعوة الى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
ومن المنتظر أن يصدر بيانا سيحاول من خلاله تبني موقف الوسط بالترحيب المتحفظ حتى لا يتبعد كثيرا عن دبلوماسية فرنسا وواشنطن ولكن بتعابير تبرز ميله لموقف العربية السعودية.