“مصريون يدشنون طريق الشرق للمخدرات المغربية”، من ضمن التعاليق الرسمية والإعلامية في اسبانيا بعد اعتراض سفينة مصرية في غرب المتوسط بالقرب من المياه الاقليمية لكل من المغرب واسبانيا محملة ب 13 طن من مخدرات الحشيش المغربي وتبلغ قيمته 60 مليون يورو (78 مليون دولار) في السوق الدولية. وهذا المعطى من شأنه أن يرفع من الرقابة على السفن القادمة من غرب المتوسط نحو شرقه.
وأكدت وزارة الداخلية الإسبانية اعتراض مصلحة الحرس المدني والجمارك لسفينة مصرية متوسطة في عرض المياه الدولية قبالة شمال المغرب وجنوب شرق اسبانيا في ألمرية الأندلسية. وجاءت عملية الاعتراض التي سمتها وزارة الدالخية “عملية أوتيرو” عندما ارتبات طائرة حراسة فرنسية تجوب المياه الدولية في غرب المتوسط في أمر السفينة لاسيما وأنها تحمل اسما عربيا بارزا في مقدمة السفينة وبدون علم هوية وبها أرقام تستعمل في الشرق الأوسط وليس في المغرب والجزائر، حيث تتواجد سفن الصيد البحري أو سفن النقل القادمة من البلدين.
وعمدت وحدات خاصة من الحرس المدني والجمارك الإسبانية الى اقتحام السفينة التي تبين أنها سفينة صيد ليلة الجمعة فجر السبت الماضي، وكانت العملية خطيرة، وفق وزارة الداخلية، بسبب إقدام البحارة المصريين على إشعال النار في القسم الميكانيكي للسفينة بغية تفجيرها وطمس معالم الجريمة، وبالتالي تتحول العملية من اقتحام الى إنقاذ.
وأسفرت العملية عن مصادرة 13 طن من مخدر القنب الهندي (الحشيش المغربي) قميتها في السوق 60 مليون يورو واعتقال طاقم السفينة المكون من ثمانية مصريين. وجرى اقتياد السفينة الى ميناء ألمرية جنوب شرق الأندلس، حيث تم إفراغ حمولة المخدرات وإحالة المصريين الثمانية على القضاء للتحقيق معهم ابتداء من اليوم الاثنين.
وسبق وأن جرى اعتراض سفن من شرق المتوسط من اليونان وتركيا محملة بالحشيش المغربي منذ الصيف الماضي في المياه الإسبانية، ولكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض سفينة مصرية وبحمولة كبيرة، وهو ما جعل وزارة الداخلية تؤكد وجود “طريق الشرق” لنقل مخدرات المغرب نحو الشرق أو إدخالها عبر نقط جغرافية في اليونان والبانيا وتركيا نحو أوروبا ومنها أوروبا الشرقية.
وعملية اعتراض سفينة مصرية وقبلها سفن تركية، تؤكد نتائج تقرير الأمم المتحدة حول المخدرات الذي صدر الأسبوع الماضي وأفاد بأن المغرب يعتبر أول منتج للقنب الهندي في العالم، وهذه المخدرات بدأت تصل الى منطقة الشرق الأوسط لدول مثل الأردن والعربية السعودية، وفق التقرير نفسه.
وتنتظر الداخلية الإسبانية نتائج التحقيق لمعرفة طريقة التهريب الجديدة، هل تصل السفن المشرقية حتى شواطئ المغرب أم تنقل سفن من المغرب المخدرات وتنقلها لأخرى في المياه الدولية التي بدورها تنقلها الى الشرق الأوسط.
وأكدت مصادر أمنية رفع المراقبة للسفن المشرقية التي تتواجد في غرب البحر الأبيض المتوسط بعدما ظخر طريق جديد لنقل المخدرات المغربية نحو دول الشرق الأوسط بحرا.