حققت قمة شرم الشيخ التي عقدتها مصر في نهاية الأسبوع الماضي هدفها بالتوقيع على اتفاقيات استثمارية ومساعدات والحصول على قروض بفوائد ضئيلة للغاية وبعيدة المدى بهدف النهوض بالاقتصاد المصري وتفادي انهياره، وبالتالي تفادي الانهيار السياسي لنظام عبد التفاح السيسي. وتراهن دول الخليج السنية على مصر لتحقيق توازن في الشرق الأوسط في ظل ارتقاع قوة إيران الشيعية وتركيا العثمانية.
وشهدت شرخ الشيخ المطلة على المتوسط قمة اقتصادية لمساعدة مصر ماليا واستثماريا وحضرها بين رؤساء ومسؤولي دول من رؤساء حكومات ووزراء الخارجية ومنهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري 22، وهو رقم مهم للغاية.
وعن القيمة الملاية للقمة، يقول وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان أن القيمة الإجمالية لاتفاقات الاستثمار والمنح والمساعدات التي وقعتها مصر حتى الآن خلال المؤتمر الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ بلغت 38.2 مليار دولار. وأوضح الوزير أشرف سالمان أن المبلغ يتضمن 33 مليار دولار استثمارات و5.2 مليار دولار منحا ومساعدات أوروبية. ولا يشمل ذلك 12.5 مليار دولار تعهدت بها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وقال إن قيمة مذكرات التفاهم الموقعة حتى الآن 92 مليار دولار، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاقات النهائية.
وتعود نسب المشاركة المرتفعة والمساعدات المالية الكبيرة علاوة على الاستثمارات الضخمة المرتقبة الى خوف الدول الغربية والدول العربية السنية الخليجية من انهيار مصر السياسي في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها نظام السيسي وكذلك التشكيك في شرعيته علاوة على العمليات الإرهابية التي تستهدف مؤسسات مصر.
وقال السيسي لجريدة واشنطن الأسبوع الماضي أن ما يقلقه كثيرا هو الانهيار السياسي لدولة مصر، وهو ما يعتبره المراقبون بمثابة انهيار نظام السيسي أكثر منه انهيار الدولة المصرية.
وتعتبر الدول الخليجية الأكثر حرصا على مساعدة مصر لسببين، الأول وهو خوفها من انهيار نظام السيسي، الأمر الذي قد يترتب عنه عودة ائتلاف مكونة من الجيش وحركة الاخوان المسلمين، ووقتها ستجد نفسها في حرج تاريخي ومأزق حقيقي لتأييدها حرب السيسي ضد الإخوان. والسبب الثاني يتجلى في رهان الدول السنية الخليجية على مصر لتحدث توازنا في موزين القوى في الشرق الأوسط التي تصب في عودة تركيا القوة وانبعاث شيعة إيران.
وتعتبر قمة شرم الشيخ بمثابة مشروع مارشال الذي خصصته الولايات المتحدة لأوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية لإنقاذها من الانهيار التام وبالتالي تفادي سقوطها في يد الحركات الشيوعية.