شهدت مختلف مدن المغرب تظاهرات في إطار عيد العمال فاتح ماي، وتميزت بالمشاركة المحدودة، وبهذا تكون النقابات على شاكلة الأحزاب السياسية قد فقدت الكثير من بريقها وينحو المجتمع المغربي نحو فقدان مؤطرين ووسطاء اجتماعيين.
ونزلت مختلف مكونات الخريطة النقابية في المغرب الى التظاهر، ورفعت كلها شعارات مضادة للحكومة التي يترأسها عبد الإله ابن كيران باستثناء النقابة التابعة لحزب العدالة والتنمية التي نهجت خطابا معتدلا، وهي الاتحاد الوطني للشغل.
وكالعادة كانت تظاهرات اتحاد المغربي للشغل هي الأكبر مقارنة مع باقي التظاهرات التي نظمتها نقابات مثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وإن كانت قد شهدت في الرباط توترا بسبب الجناح النقابي المرتبط بالنهج الديمقراطي. وتبقى المفاجأة هي إقدام اتحاد العام للشغالين على تنظيم التظاهرة النقابية الكبرى في مركب مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تحدث عن مشاركة عشرات الآلاف.
وما ميز هذه التظاهرة علاوة على توجيه النقد الكبير للحكومة وهو نشر خريطة كبيرة في المدرجات تضم جزء من الخريطة الكبرى التي كان قد وضعها الزعيم علال الفاسي، حيث ضمت أطرافا من الجزائر يعتبرها حزب الاستقلال جزءا من أراضي المغرب التاريخية، ولكنها لم تتضمن جزء من شمال السنغال وموريتانيا. وكانت خريطة علال الفاسي تتضمن هذه المناطق.
وتؤكد أغلب وسائل الاعلام الرقمية ضعف التظاهرات، وهذه الظاهرة تسجل من سنة الى أخرى بل وكذلك المسيرة التي قامت بها النقابات في الدار البيضاء يوم 6 أبريل الماضي. وبهذا تكون النقابات قد فقدت شعبيتها وبريقها النضالي على شاكلة الأحزاب السياسية في المغرب.
ويترتب عن ضعف النقابات والأحزاب وهشاشة المجتمع المدني المغربي فقدان الوسائط الاجتماعية بين الشعب والسلطة، وهو من العوامل المقلقة التي تؤدي الى الانفلاتات السياسية والاجتماعية.