يشارك المغرب في مؤتمر المنامة “السلام من أجل الازدهار” حول فلسطين والذي بدأت أشغاله يوم الخميس من الأسبوع الجاري بدون حماس دبلوماسي، وتأتي مشاركته من باب البروتوكول لعلمه المسبق بعدم أهمية هذا المؤتمر على القضية الفلسطينية. وتهدف المشاركة الى الحفاظ على علاقات المودة مع الإدارة الأمريكية لاسيما في ظل وجود رئيس، دونالد ترامب متقلب المزاج.
وكان المغرب قد ترك الغموض يسود حول مشاركته في هذا المؤتمر الذي هو المحطة الأولى من خطة سلام أمريكية، ولكن الرأي السائد كان هو المشاركة خاصة بعدما استقبل الملك محمد السادس خلال رمضان الماضي جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب والمكلفة الرئيسي بمؤتمر المنامة الذي يحاول إيجاد حل للقضية الفلسطينية انطلاقا من أسس اقتصادية.
ويدرك المغرب عدم أهمية المؤتمر على المسار الحقيقي للقضية الفلسطينية بسبب غياب إجماع عربي وبسبب غياب أطراف دولية مثل الاتحاد الأوروبي. وعليه، قرر المشاركة على مستوى منخفض للغاية من خلال إرسال مسؤول من وزارة المالية لا يرقى الى مرتبة وزير. وتعهد في العمق مشاركة بروتوكولية ليس إلا لاسيما بعدما أكد المغرب في بيان رسمي على حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وقرار المشاركة هو قرار القصر دون مشاركة الحكومة فيه، وذلك سيرا على الكثير من القرارات التي تخص السياسة الخارجية بل حتى القرارات التي تخص ملفات كبرى في السياسة الداخلية.
وتأتي مشاركة المغرب حرصا على تفادي توتر مع الإدارة الأمريكية بحكم أن كوشنر كان مبعوث الرئيس ترامب شخصيا، ويراهن المغرب على موقف مهادن لواشنطن في ملف الصحراء لاسيما في ظل وجود مستشار الأمن القومي جون بولتون الموالي والمؤيد لجبهة البوليساريو. في الوقت ذاته، يحتاج المغرب الى دعم عسكري أمريكي في ظل سباق التسلح الذي تفرضه الجزائر عليه، ولا يرغب في فيتو من أي جهة أمريكية تحت مبرر معارضة المغرب التوجهات الكبرى لواشنطن في السياسة الخارجية.