يتطور ملف الشابين المغربيين اللذين لقيا حتفهما على يد البحرية المغربية الأحد من الأسبوع الماضي، حيث كشف وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو اليوم أن تحقيقات يجريها الطرف المغربي والطرف الإسباني بشكل مستقل لألقاء الضوء على ملابسات هذا الموضوع الشائك. ووصل موضوع مقل الشابين الى البرلمان الإسباني. ويمكن تصنيفه بالمنعطف الذي يشكل طلاق حقيقي بين المغرب وساكنة مليلية من اصول مغربية.
وكانت البحرية المغربية قد فتحت النار على قارب نفاث الأحد الماضي، وأكدت أن القارب لم يتوقف عند إعطاء الأوامر، وخلف ذلك مقتل شابين اسبانيين من أصول مغربية وهما عبد السلام أحمد علي ومحمد أمين. وجرى دفنهما يوم الخميس الماضي في مليلية في جنازة تعتبر من أكبر الجنازات التي شهدتها المدينة في تاريخها.
ونظرا لشكوك متعددة حول ملابسات هذا الحادث لاسيما بعد عدم وجود مخدرات في القارب، يتربت عن الأمر احتجاجات قوية، الأمر الذي جعل وزارة الخارجية الإسبانية تتدخل لدى نظيرتها المغربية لفتح تحقيق.
واكد غاريا مارغايو اليوم أنه اتصل بصلاح الدين مزوار واتفقا على تحقيق مستقل لكل طرف. وأعرب مارغايو عن رغبته في أن تؤدي العلاقات الطيبة بين البلدين الى التوصل الى الحقيقة وحل لهذا الحادث.
ويستمر مقتل الشابين في تسجيل تطورات، أبرزها تظاهر المئات من الشباب المغاربة من ساكنة مليلية في نقطة الحدود بني أنصار أول أمس السبت، منددين بما اعتبروه جريمة ورفعوا شعارات يؤكدون أنهم ليسوا مغاربة.
ويصنف الكثير من المهتمين بأوضاع الساكنة المغربية في مليلية أنه لأول مرة يتم ملاحظة مشاعر غضب عارمة اتجاه المغرب، وقد يتطور هذا الحادث الى طلاق حقيقي بين هذه الساكنة والسلطات المغربية.
وتتعرض حكومة مدريد لضغط قوي من حكومة الحكم الذاتي في مليلية، هذه الأخيرة التي وصفت الحادث بعملية القتل المتعمد، وبدورها تضغط أحزاب ومنها “ائتلاف مليلية” الذي يمثل الساكنة المغربية بضرورة تقديم المغرب لكل التوضيحات.
وتشكك عائلة الضحيتين في الرواية المغربية، ونقلت جريدة الباييس اليوم عن أب أحد الضحيتين أن ما يتسرب من أخبار حول التشريح يفيد بأنه تم إطلاق النار من مسافة قصيرة جدا وليس نتيجة ملاحقة. ويتابع أن الشابين خرجا للصيد وهما يتوفران على جميع الرخص.