اهتمت المجلة البريطانية المرموقة ذي اكونونميست بجولة الملك محمد السادس الى عدد من دول غرب إفريقيا ورأت أنها تهدف إلى تعزيز نفوذ المغرب بالمنطقة وجلب الدعم لملف الصحرا ء المغربية ثم الاستثمار الاقتصادي. وأكدت في السيا ق ذاته أن هذه الجولة تضع المغرب في مشهد تنافس على النفوذ مع الجزائر مشيرة إلى ان الرباط قد تكسب في هذه المعركة بسبب الظروف التي تعيشها الجزائر والمتمثلة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وبسبب التهديدات الامنية على الحدود الجزائرية .
وكتبت ذي إيكونوميست في تقرير ها عن الجولة عنونته ب “الدور المغربي بإفريقيا، نحو مزيد من التعزيز” إن ملك المغرب قام بزيارة مالي” لا يمكن ان تكون أفضل مما مرت عليه”، في إشارة إلى الاستقبال الذي خص به الرئيس المالي إبراهيم بوباكار كيتا الملك محمد السادس. وأضافت مبرزة انه منذ العام الماضي أبدى المغرب اهتماما اكثر من اي وقت مضى بإفريقيا منذ مغادرته لمنظمة الاتحاد الإفريقي عام 1984 بعد انضمام البوليساريو للاتحاد.
وفي سعي لإبراز المحاور الخلفية للزيارة ، تخدثت ذي إكونوميست عن تنافس على النفوذ بين الرباط والجزائر في هذه المنطقة. في هذا الصدد، أشارت إلى أن الجزائر كانت وعلى مدى طويل من الزمن القوة الأكثر هيمنة من بين دول شمال إفريقيا في منطقة غرب إفريقيا. غير أن المغرب، تضيف الصحيفة، بات ينافس الجزائر على هذا النفوذ.
واعتبرت ذي اكونوميست أن هذه المنافسة قد تعمق من الأزمة القائمة أصلا بين البلدين الجارين، مبرزة انها تتموقع ايضا ضمن منافسة اكبر وهي التي تدور في “خطوط الحرب الباردة بين قوى كبرى بعضها يدعم المغرب مثل فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبعضها الاخر يسند الجزائر مثل روسيا والصين و إيران”.
وترى الصحيفة انه في خضم هذه المنافسة على النفوذ في إفريقيا، قد يحقق المغرب مكاسب على الجزائر وذلك بسبب التحديات التي يوجهها الجار الشرقي للمغرب ، والتي تتمثل أساسا في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستعيشها البلاد في 17 أبريل المقبل، ثم التهديدات الامنية على الحدود، في إشارة إلى التفاوت في المستوى الاستقرار بين البلدين.
ووضعت الصحيفة ملف الصحراء على رأس أجندة زيارة العاهل المغربي إلى دول إفريقية، وقالت في هذا السياق إن الهدف من زيارة ملك المغرب إلى مالي هو الحصول على دعم واضح في ملف الصحراء. وتنقل عن الحكومة المالية قولها :”إن الرئيس إبراهيم بوباكار كيتا دعا إلى حل تدعمه الامم المتحدة في لقاء خاص مع الملك “. واعتبر ت الصحيفة البريطيانية مضمون ذلك التصريح “تراجعا ضمنيا” من مالي عن دعم البوليساريو.
وتجلي ذي اكونوميست الأهداف الاقتصادية لزيارة العاهل المغربي لهذه المنطقة ، وتقول إن المغرب يامل أيضا في كسب المال لدى جيرانه” وذكرت ان الملك محمد السادس رافقه أكثر من 100 من رجال الأعمال المغاربة. وتبرز ان المغرب هو واحد من اكبر الدول الإفريقية الذي يستثمر بالمنطقة في القطاع الثالث خصوصا في قطاع البنك والاتصالات عبر شركات مثل ” التجاري وفا بنك” و “المغرب تيليكوم “.واضافت أن المغرب قد يوسع مجاله الاستثماري إلى القطاع الزراعي والبنية التحية ثم التعدين والطاقة.
ويقوم الملك منذ الثلاثاء من الأسبوع الماضي بزيارة إلى دول غرب إفريقيا بدأها من مالي و ساحل العاج ثم غنيا فالغابون. و ترسخ هذه الزيارة حسب مراقبين عودة المغرب عبر دبلوماسية القصر للبحث عن تعزيز وضع استراتجي له بهذه المنطقة.