أفادت مصادر من الاتحاد الإفريقي بزيارة المبعوث الخاص في نزاع الصحراء المغربية، خواكيم شيصانو لكل من روسيا والصين خلال هذا الشهر، وذلك بعدما زار عواصم كبرى مثل لندن وواشنطن وباريس ومدريد. ويهدف من هذه الزيارات تقديم وجه نظر الاتحاد الإفريقي الذي يريد أن يلعب دورا في هذا النزاع.
وكان الاتحاد الإفريقي قد صادق على خواكيم شيصانو خلال قمة مالابو في غينيا إيكواتوريال منذ عشرة أيام. وكانت المصادقة بروتوكولية لأن هذا المبعوث الذي كان رئيسا للموزمبيق حتى سنوات مضت قد زار عواصم كبرى خلال منتصف يونيو الماضي.
ولم تتحفظ واشنطن وباريس ومدريد ولندن على استقباله، بل بحثت معه نزاع الصحراء واستمعت الى وجهة نظر الاتحاد الإفريقي. في الوقت ذاته، استقبلت الأمم المتحدة هذا المبعوث الشهر الماضي، وسعت الأمم المتحدة الى تلبية طلب الاتحاد باستشارته في نزاع الصحراء.
وينتقل المبعوث الآن الى زيارة بكين وموسكو بحثا عن دعم من طرف الدولتين لمساعي الاتحاد الإفريقي. وسيجري استقباله في وقت تجعل بكين من الاتحاد الإفريقي مخاطبا رئيسيا في قضايا القارة السمراء وقضايا دولية أخرى.
ورفض المغرب الاعتراف بالمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي، وأصدر الثلاثاء من الأسبوع الماضي بيانا شديد اللهجة ضد هذا التعيين. لكن رفض المغرب لن يمنع الدول الكبرى والمؤثرة من استقبال المبعوث الإفريقي الخاص في وقت تأخذ القارة السمراء حضورا قويا في الساحة الدولية. وبهذا، سيخلق هذا المبعوث متاعب دبلوماسية حقيقية للمغرب.
وكان المغرب قد التزم الصمت بعدما بدأ الاتحاد الإفريقي يتدخل بقوة في نزاع الصحراء، حيث تفاوض مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس. في الوقت ذاته، سمح المغرب لوفد الاتحاد الإفريقي بزيارة منطقة الصحراء وعلى رأسها العيون منذ شهور دون أدنى اعتراض، ممهدا، بدون وعي، لدور أكبر للاتحاد الإفريقي. ولم يبد معارضة شديدة عندما وزع الاتحاد الإفريقي تقريرا حول الصحراء لأعضاء مجلس الأمن خلال ديسمبر الماضي، مدركا أن التقرير منحاز لجبهة البوليساريو.