مباحثات مغربية تونسية حول العلاقات الثنائية والازمة الليبية
جرى رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة في العاصمة الرباط، مباحثات مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران حول التعاون الثنائي ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات المشتركة، على ما أفاد الخميس بيان لرئاسة الحكومة المغربية.
وأوضح البيان ان “الجانبين استعرضا خلال هذا اللقاء مختلف أوجه التعاون الثنائي وجددا العزم على متابعة تنفيذ اتفاقيات الشراكة بين البلدين في جميع المجالات”.
ووقع المغرب وتونس في أيار/مايو 2012 اتفاقيات تعاون ثنائي في ستة برامج تنفيذية لمدة ثلاث سنوات حتى نهاية 2014، وذلك في ختام اجتماع للجنة العليا المشتركة بين البلدين.
وقال منجي حامدي وزير الخارجية التونسي عقب مباحثات أجراها مع صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي إن زيارته للمغرب “تندرج في إطار دعم العلاقات الثنائية وكذلك للتشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الازمة الليبية التي هي محل اهتمام تونس والمغرب وبلدان المنطقة”.
وأعرب في هذا الصدد، حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية في المغرب عن استعداد تونس والمغرب “لمساعدة الاخوة الليبيين على الجلوس إلى طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة بينهم بطريقة سلمية، عبر الحوار الوطني وعبر المصالحة الوطنية”، معتبرا ذلك “الحل الوحيد” للخروج من هذه الأزمة.
وذكر بيان لمجلس النواب المغربي أن مباحثات مهدي جمعة مع رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العالمي تناولت “التجربة البرلمانية المغربية، وكذا تجربة المغرب في ما يخص العدالة الانتقالية، التي هي موضوع مفتوح في تونس الآن”.
وينتظر ان تبدا في تونس في كانون الاول/ديسمبر المقبل اجتماعات هيئة العدالة الانتقالية التي ستنظر في الاخطاء المرتكبة خلال الجمهورية الاولى من خمسينات القرن الماضي الى 2011، تمهيدا للمصالحة مع دخول تونس جمهوريتها الثانية مع تبني دستور 26 كانون الثاني/يناير 2014.
وقال الطالبي “تطرقنا إلى مجموعة من نقط الالتقاء بين المغرب وتونس، كما تطرقنا لموضوع الانتخابات الأخيرة والمكاسب التي حققتها التجربة التونسية، إذ تم التعامل بذكاء مع الوضع وتمكنت تونس من بناء مؤسسات قوية”.
من جانب آخر صرح رئيس الحكومة التونسية في حوار للوكالة الرسمية المغربية من تونس، أن العلاقات الاقتصادية بين تونس والمغرب “لا ترقى إلى مستوى مثيلاتها على المستوى السياسي”.
واضاف جمعة أن النهوض بهذه العلاقات “يرتكز على إشراك الفاعلين الاقتصاديين في المساهمة في النهوض بالعلاقات الاقتصادية وتوطيدها (…) من خلال تشبيك المصالح الاقتصادية المشتركة وتعزيز البناء الاقتصادي المشترك”.
وتفيد الارقام الرسمية ان تونس تحتل المرتبة الثالثة والعشرين كشريك للمغرب، بينما تحتل المرتبة السابعة والعشرين بين المزودين ونسبة لا تتجاوز 6 في المئة من قيمة الصادرات المغربية.
ويعتبر مركز النهوض بالصادرات التونسي ان المبادلات بين البلدين ضعيفة حيث بلغ التبادل التجاري بين تونس والمغرب 500 مليون دينار تونسي (248 مليون يورو) في 2011، بينما بلغ حجم الاستثمار التونسي في المغرب نحو 100 مليون دينار (49 مليون يورو).
من جهة ثانية، زادت الصادرات التونسية الى المغرب بنسبة 4,1 في المائة خلال 2011 مقارنة مع 2010، لكن هذه الارقام تبقى ضعيفة، بحسب مسؤولي البلدين.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس نهاية أيار/مايو الماضي خلال زيارة رسمية الى تونس، في كلمة القاها امام المجلس الوطني التأسيسي التونسي الى اقامة مغرب عربي “كبير قوي وقادر”، في الوقت الذي لا يزال الخلاف قائما بين المغرب والجزائر حول مسألة الصحراء الغربية.
وسبق لرئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران أن قام في أيار/مايو 2012 بزيارة عمل لتونس.