“نعم، فرنسا تحولت الى عاهرة لقطر والعربية السعودية”، هذا هو التعبير القوي والصادم الذي استعملته زعيمة الجبهة الوطنية، ماري لوبين في تصريحات سياسية تثير الجدل في فرنسا وتخلق النقاش حول دول باريس في الربيع العربي على ضوء ما يجري في سوريا من تعاظم دور التنظيمات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.
وكانت ماري لوبين قد أدلت بهذا التصريح منذ أيام، ولكنها عادت أمس الأحد وفي برنامج من أهم البرامج الإذاعية والتلفزية “اللقاء البارز” من إعداد لوموند والقناة الإخبارية أي تيلي وإذاعة أوروبا 1 للتأكيد على هذه التصريحات، قائلة “أنا أتهم وبكل وضوح أن حكومة الرئيس الحالي فرانسوا هولند والسابقة بزعامة نيكولا ساركوزي تدخلت لمساعدة الحركات الإرهابية، ونرى الآن كيف سقطت ليبيا في يد المتطرفين وسوريا في الطريق. وأفضل بقاء نظام ديكتاتوري ومستبد وعلماني مثل نظام بشار الأسد بدل وصول الحركات الإرهابية للسلطة، ونرى كيف تم ذبح أشخاص في سوريا وأكل قلبهم”. وتابعت “أيدنا ما يسمى المعتدلين في ليبيا، والآن يطبقون الشريعة”.
وأوضحت هذه السياسية التي أصبحت ذات ثقل في الساحة الفرنسية بسبب القوة التي تكتسبها الجبهة الوطنية “وزير الداخلية الفرنسي اعترف بوجود مائة مجاهد فرنسي في فرنسا، وعندما سيعودون قد نتعرض لعمليات إرهابية كما حدث في متجر في نيروبي أمس”.
وتؤكد “لا يمكن تسليح المتطرفين في سوريا، فهؤلاء أعداء فرنسا، لا يمكن للرئيس هولند التدخل في مالي عسكريا ضد حركات إرهابية (تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي) ويقدم لها التسليح والاستشارة في سوريا. سياسة اليمين واليسار متناقضة في هذا الشأن”.
وحول دور فرنسا في التنسيق مع دول عربية “فرنسا تحولت الى عاهرة لدولة قطر، وتحولت الى عاهرة لدولة العربية السعودية، تحولت الى دولة ذيلية تخدم أجندة هذه الدول، وأنا ذهبت الى عمق الأشياء، وأتساءل: لماذا تحولت فرنسا الى عاهرة لأمراء البدو”.
وتخلف تصريحات ماري لوبين ردود فعل قوية وسط الرأي العام الفرنسي، حيث نجحت في خلق جدل قوي حول دور فرنسا في الربيع العربي والوقوف على الكثير من المتناقضات مثل “اعتبار الإرهاب” المرتبط بالتطرف الإسلامي الخطر الداهم لمصالح فرنسا بل والتدخل العسكري للقضاء على القاعدة في مالي، وفي قرارات معاكسة، تمويل الحركات المسلحة في سوريا رغم هيمنة المتطرفين عليها.
ويتابع الرأي العام منذ مدة طويلة التنسيق الفرنسي مع دول مثل قطر والعربية السعودية في الربيع العربي، وأعرب جزء من الفرنسيين عن قلقهم من الأهمية التي منحها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لقطر والنسيق معها في الربيع العربي، وهي الأهمية التي أبقى عليها الرئيس الحالي فرانسوا هولند.