عادت أوروبا الى الحجر الصحي بشكل استباقي وعيا منها بخطورة الأوضاع خلال الشهور المقبلة بسبب فيروس كورونا، حيث يترقب الخبراء سيناريو مأساوي في عدد الوفيات، وبدأ الكثير منهم يعتقد باستمرار الفيروس على الأقل الى سنة 2022.
وكانت الدول الأوروبية تعتقد في العودة الى الحجر الصحي في نهاية ديسمبر أو بعد أعياد الميلاد، وكانت لديها مثل باقي العالم ثقة كبيرة في تراجع الفيروس على الأقل ما بين الصيف الى بداية ديسمبر المقبل، ليعطي استراحة للبشرية لكي تستعيد أنفاسها وتدور عجلة الاقتصاد. لكن كل الآمال ضاعت أمام الواقع الذي مفاده: عودة الفيروس بوقة أكثر من الماضي. وعمليا، بدأ الفيروس يتجاوز طاقة المستشفيات في أوروبا وفي مناطق أخرى من العالم منها المغرب.
ويهدف الحجر الحالي الى الانتقال من عشرات الآلاف من الحالات يوميا مثل فرنسا التي تسجل 50 ألف حالة والرقم نفسه في حالة بريطانيا الى حوالي خمسة آلاف، والاستعداد مسبقا لموجة أخرى ابتداء من يناير المقبل.
ويعترف تقرير طبي فرنسي جرى تقديمه الى الرئاسة بان السلطات عليها الاستعداد لموجات من الفيروس خلال الشهور المقبلة، حيث سيتفاقم الوضع لاسيما بسبب انخفاض البرودة وما يترتب عنها من تراجع المناعة. وذهبت تقارير الخبراء الألمان والبريطانيين ونسبيا الإسبان في هذا الاتجاه. ولهذا، أقدمت جل الدول الأوروبية على إعلان الحجر الصحي لمدة تفوق الشهر مع عدم استبعاد تمديده أشهر أخرى مثل الحجر السابق.
وبدأت الصناعة الطبية تعترف بصعوبة الحصول على لقاح قادر على احتواء الفيروس خلال الشهور المقبلة. وبعد الحديث بحماس كبير عن لقاحات بريطانية وصينية وأمريكية وروسية، يتراجع الحماس، وبدأ العلماء يعترفون بأن تحقيق لقاح فعال يتطلب سنوات، وبالتالي استمرار الفيروس لسنتين على الأقل.
وبدأ بعض الخبراء في علم الأوبئة يعترفون أن فيروس كورونا قد ينتهي بعد تحقيق مناعة القطيع وهي إصابة 60% من كل مجتمع، وقتها سيضعف الفيروس ويندثر كما وقع مع الأنفلونزا الإسبانية سنتي 1918-1919.