انتهى المؤتمر الدولي الأول حول الدبلوماسية الموازية في ملف الصحراء الذي احتضنته مدينة تطوان طيلة أيام الجمعة والسبت والأحد بمجموعة من التوصيات على رأسها الاهتامام بملف الشهداء وأسرى حرب الصحراء. وفي الوقت ذاته، كشف المؤتمر عن بدء البوليساريو التواجد في عدد من الدول العربية بعد الربيع العربي.
وهذا المؤتمر الذي جرى أشرف على تنظيمه مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب بدعم من بلدية وادي لاو وجامعة عبد المالك السعدي، استعرض من خلال محاضرات لمجموعة من الأستاذة والمختصين والسياسيين ملف الصحراء على المستوى الحقوقي والإنساني وكذلك على المستوى العربي.
وشهد النشاط السياسي مشاركة عدد من السياسيين مثل محمد العربي المساري ةحسناء أبو زيد وأحمد الخمسي ونقيب الصحفيين يونس المجاهد وأساتذة مثل الطيب بوتبقالت والمساوي العجلاوي وخالد الشكراوي وعبد العالي العناني ونور الدين بلالي ورشيد قنجاع والحاج محمد علي من سبتة ضمن آخرين من اسبانيا وتونس وهولندا وفلسطين.
ومن النقاط الرئيسية التي كشف عنها اللقاء هو تبني المشاركين الصحراويين لخطاب وحدوي قائم على ما هو إنساني ويتجلى في تفهم آلام الطرف الآخر الذي يدعو الى الانفصال وتفضيل الحوار السياسي معه بدل الرهان على استراتيجية التهجم كما يفعل بعض السياسيين المغاربة غير المنتمين الى منطقة الصحراء.
وتبقى النقطة الهامة التي أثارها اللقاء هو تمدد جبهة البوليساريو في العالم العربي في أعقاب الربيع العربي. وحذر الوفد التونسي المشارك في اللقاء أن البوليساريو يستغل التطورات الحاصلة في الدول العربية وبدأ يتغلغل في الجمعيات الحقوقية واليسارية على شاكلة ما فعل فيها أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وحول هذه النقطة يبرز بيان التوصيات في النقطة الثانية “فتح المركز لحوار متواصل مع منظمات المجتمع المدني الأوروبية والإسبانية خاصة نظرا لما تشكله من دعم البوليساريو ومن تأثير على حكوماتها، وكذلك التحرك بفعالية في بلدان ما يعرف بالربيع العربي”.
وفي توصية أخرى، يبرز البيان الختامي استمرار ملف الصحراء منفتحا على مختلف الاحتمالات، وهو ما يستوجب العمل للتعريف بهذه القضية التي يعتبرها المغاربة “القضية الأولى”.
وخصص المؤتمر حيزا هاما في أشغاله وفي بيانه للمعاناة التي يتعرض لها الجنود المغاربة الأسرى سابقا في تندوف وعائلات الجنود المفقودين، ويطالب باهتمام حقيقي بهؤلاء الذين ضحوا من أجل الوطن.
ويعاني الجنود الأسرى سابقا وعائلات الجنود المفقودين من تهميش إداري وحيف سياسي، في وقت تفيد فيه الأخبار بالامتيازات التي لدى الضباط الكبار وخوف الأحزاب السياسية من الاقتراب من ملف الجنود الأسرى.