لوموند: هكذا بات الشباب المغربي يُفضّل الإنجليزية على الفرنسية

العلم الفرنسي والعلم البريطاني

تحت عنوان: “في المغرب.. يفضل الشباب الإنكليزية على الفرنسية“؛ قالت صحيفة “لوموند” إنه في حرم الجامعات المغربية، يبدو أن الدارجة أصبحت في الواقع قابلة للاختراق من قبل الإنكليزية. أو على الأقل “globish”، نسختها المبسطة. وهي لغة يعتبرها العديد من الشباب المغربي أسهل وأكثر فائدة وشعبية.

فبينما تختفي الفرنسية تدريجياً، تحلّ اللغة الإنكليزية محلها. ويقول العديد من هؤلاء الشباب إنهم يتحركون نحو مغرب أكثر حداثة وانفتاحا، معتبرين أن ذلك أفضل بكثير.

وتساءلت الصحيفة: هل المغرب، رابع أكثر البلدان الناطقة بالفرنسية في العالم، “يتحول” ببطء؟ مشيرة إلى أن المنظمة الدولية للفرانكوفونية تقدر نسبة المتحدثين بالفرنسية في المملكة بـ 36%. فبدون أن تكون لغة رسمية، تستمر الفرنسية في احتلال مكانة مهمة في الحياة الاقتصادية والإدارة والإعلام في المغرب. فهي أول لغة أجنبية لأطفال المدارس وتتمتع بكونها لغة التدريس في ثلثي دورات التعليم العالي. ومع ذلك، هناك شكوك بشأن مستقبل الفرانكفونية، في مواجهة الارتباط بلغة موليير التي من شأنها أن تنهار بين جزء كبير من المغاربة الشباب لصالح لغة شكسبير.

ويرى عالم الأنثروبولوجيا محمد الصغير جنجار، أنه بدأ في المغرب تيار “لا رجوع فيه”، “ربما يكون مماثلاً لما حدث في تونس والجزائر ، وما حدث في لبنان أو مصر”. ويقول: “وصلت اللغة الإنكليزية من دون علمنا. لقد تأخرنا في السنوات العشر الماضية في اكتشاف أن أطفالنا يتحدثون الإنكليزية. الطلب الاجتماعي آخذ في التغير والسلطات العامة تقفز على عربة”.

في 23 مايو، أعلنت وزارة التربية والتعليم المغربية عن التعميم التدريجي بحلول عام 2025 لتدريس اللغة الإنكليزية من السنة الأولى بالكلية.

وفي المدرسة الثانوية، هناك حديث عن جعلها لغة تدريس لبعض المواد، كما هو الحال مع الفرنسية، بينما تتزايد الدورات الناطقة باللغة الإنكليزية في الجامعات. في الوقت نفسه. يتطور عرض المدارس الخاصة بثلاث لغات في المدن الكبرى. فقد ظهرت سبع مدارس بريطانية منذ عام 2019، والتي، إلى جانب المدارس الأمريكية التاريخية الخمس، تنافس تلك التابعة لشبكة فرنسية مهيمنة إلى حد كبير تتألف من 42 مؤسسة – وهي الثانية في العالم بعد لبنان.

وتابعت “لوموند” القول إنه يمكن أيضا رؤية تطور المشهد اللغوي في المغرب على الرفوف الناطقة باللغة الإنكليزية التي تنمو في المكتبات، وفي إنشاء برنامج تعلم اللغة الإنكليزية في الإذاعة الوطنية في عام 2021. أو الإعلان، في بداية مايو، عن مشروع لبث المعلومات باللغة الإنكليزية في القنوات التلفزيونية العامة.

قلة من الدراسات حتى الآن تشكك في هذا الميل إلى اللغة الإنكليزية بين الشباب المغربي. هل يمكن تلخيصها على أنها بدعة؟ خيار نفعي؟ هل لها بعد سياسي؟

فمثلا الشابة سكينة اختارت الدراسة في أول كلية طب ناطقة باللغة الإنكليزية في المغرب، التي افتتحت في عام 2021، فذلك لأن اللغة الإنكليزية حسب قولها، هي “اللغة الدولية؛ فالأبحاث والمنشورات والمؤتمرات … كل شيء باللغة الإنكليزية، بينما الفضاء الناطق بالفرنسية محدود للغاية. لم تعد فرنسا الوجهة المفضلة للطلاب المغاربة، إذ يحلم معظمهم بإنهاء دراستهم في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ودبي …”

أما بالنسبة إلى آخرين، فإن اللغة الإنكليزية هي لغة محايدة ليس لها ماض استعماري، معتبرين أنه بعد أكثر من 60 عاما على الاستقلال، حان الوقت لقلب الصفحة، والتخلص من التراث الاستعماري، بما في ذلك اللغة الفرنسية.

وواصلت “لوموند” التوضيح أنه في الدوائر المتميزة، يتعرف الشباب على “النخبة الجديدة” الأكثر تحدثًا باللغة الإنكليزية، والتي تشكلت على مقاعد الجامعات الأمريكية والكندية والبريطانية، والتي تروج لاستخدام أكثر كثافة للغة الإنكليزية وتقوية الروابط مع العالم الآنغلوسكسوني.

في الوقت نفسه، يرى أكاديميون أن موضوعات التوتر بين فرنسا والمغرب، ولا سيما القيود المفروضة على التأشيرات، أو تصاعد خطاب كراهية الأجانب في فرنسا، قد أحيت تساؤلات النخبة الفرانكفونية المغربية فيما يتعلق بعلاقتها المتميزة مع فرنسا. ففي سياق برودة دبلوماسية كبيرة بين باريس والرباط، فُسر الإعلان الأخير عن تعميم اللغة الإنكليزية في المدارس الإعدادية باعتباره تدبيراً “مناهضاً للفرنسية”.

Sign In

Reset Your Password