تناولت جريدة لوموند الصراع أو “الحرب” التي دارت بين المخابرات المغربية والفرنسية في أعقاب الأزمة التي اندلعت نتيجة قرار القضاء استدعاء مدير المخابرات المدينة عبد اللطيف الحموشي لاستنطاقه في ملفات تعذيب مفترضة. وكل هذه المعطيات توحي أكثر باحتمال علاقة بين كريس كولمان والمخابرات الفرنسية.
وفي مقالها يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، تنقل الجريدة عن مسرول وصفه بالسامي أنه لا يمكن اتهام مدير المخابرات بالتعذيب وانتظار التوصل بالمعلومات في مكافحة الإرهاب. وتابعت على أن المغاربة فضلوا اقتسام المعلومات مع الإسبان والأمريكيين وتجنبوا الفرنسيين. وتنقل عن هذا المسؤول توفر المغرب على شبكات في مناطق حساسة مثل الساحل وإفريقيا الغربية والعراق وسوريا.
وتؤكد الجريدة على وقوع توتر بين مخابرتي البلدين، وتنقل فيهذا الصدد، نشر المغرب لاسم مديرة قسم المخابرات الفرنسية في المغرب خلال مايو الماضي وعميل آخر في طنجة، ويقول مسؤول دبلوماسي فرنسي” كان حدثا نادر الوقوع وخطيرا، كان إعلان حرب علانية”. واستعمال الجانب الفرنسي لتعبير “إعلان حرب” يعني القلق البالغ الذي سيطر على الفرنسيين.
وتكشف الجريدة كيف عمدت المخابرات الفرنسية الى تهميش المغرب في مفاوضات دولة مالي من أجل السلام رغم أنه فتح الأجواء لطائرات رافال، وكيف مالت الى الجزائر ودعم جهودها.
وتنتهي باستعادة مخابرات البلدين التعاون بعد المصالحة الذي حدثت في نهاية يناير الماضي نتيجة مكالمة بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرسني فرانسوا هولند ولقاء وزيري العدل للبلدين، المغربي مصطفى الرميد والفرنسية كريستيان توبيرا.
ويبقى المثير في الأمر هو أن عبار ة “كان حدثا نادر الوقوع وخطيرا، كان إعلان حرب علانية” التي جاءت عل لسان دبلوماسي فرنسي لوصف عملية كشف المغرب عن اسم مديرة المخابرات الفرنسية في المغرب، علما أن الأعراف لا تجيز بذلك بين الدول، قد يكون مفتاح فهم القرصان كريس كولمان الذي سرب وثائق الدبلوماسية والمخابرات العسكرية المغربية.
وتذهب بعض التحاليل الى أن تسريبات كريس كولمان قد تكون عبارة عن حرب اندلعت بين المخابرات المغربية والفرنسية ومنها قد يكون ردا على تسريب المغرب اسم العميلة الفرنسية.
وتعهد وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار بتقديم معطيات عن قضية كريس كولمان ولكنه يؤجل ذلك كل مرة، بل والأدهى أنه كان يتهم الجزائر مباشرة، وتراجع وقال “جهات معادية للمغرب” دون تسميتها بالإسم.
ورغم الغموض الذي يلف كريس كولمان، فالوصف الذي صدر عن دبلوماسي فرنسي “إعلان الحرب علانية” قد يعزز من فرضية وقوف فرنسا وراء أول حرب إلكترونية/رقمية تعرض لها المغرب.