يجتاز المؤرخ المغربي “المعطي منجب” ظرفا عصيبا من خلال خوضه إضرابا لا محدودا عن الطعام بلغ لحد الآن يومه الحادي عشر، عِلما أنه تعرض في اليوم التاسع منه لنكسة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى..
– ما هي حيثيات المتابعة الأمنية التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة؟
= منذ حوالي السنتين بدأت حملة إعلامية ظالمة وشرسة ضدي في مواقع وجرائد مقربة من دوائر السلطة وصلت حد الخوض في حياتي الشخصية والتهديد بالقتل عبر داعش كما أتى مثلا في مقال بموقع “أكَورا بريس” يوم 31 مارس 2015 وكان هذا التهديد ردا على مقال نشرته بالموقع الفرنكفوني أوريون 21 حول الطرق الجديدة للقمع في المغرب.
-ما حقيقة الإختلالات المالية التي تتهمك بها السلطات الأمنية والتي تم الترويج لها عبر بعض المنابر؟
= السلطات بدأت بكيل تهم سياسية خطيرة منها إخباري يوم 31 غشت 2015 أني مبحوث عني “للمس بأمن الدولة”.
أنا أتساءل لماذا لم يعتقلوني إذن إذا كان مبحوثا عني؟
التفسير الذي سمعته من قدماء معتقلين سياسيين أن مثل هاته التهمة هدفها الترهيب والضغط لأتراجع عما أنا فيه.
هم يقولون أني موضوع بحث في اختلالات مزعومة في مركز إبن رشد..
أولا مركز إبن رشد للدراسات كما يدل عليه إسمه مركز دراسات، أريد أن أقول مكتب دراسات خاص وليس جمعية، إذن إذا كانت هناك اختلالات فأنا أول من سيتضرر منها لأني أحد المالكين.
أنا لا أتهرب هنا من المسؤولية وسأدافع عن نزاهة ومهنية المسؤوليين الإداريين للمركز وأعتبر نفسي مسؤولا معنويا عما قد يقع لهم من جهة الدولة بسبب مواقفي السياسية والحقوقية وكتاباتي حول الوضع في المغرب.وأنا شخصيا لم أكن عضوا في إدارة المركز المالية أو غير المالية فلماذا يحملونني مسؤولية أنا بعيد عنها؟
– كيف تتم عمليا إجراءات تمويل المشاريع التي تشرف عليها من طرف مؤسسات دولية؟ وهل يحق للسلطات المغربية محاسبتك على طريقة تصرفك في هذه التمويلات؟
= كما قلت، مركز إبن رشد هو مقاولة خاصة أي مكتب دراسات فكيف تهتم الدولة بإختلالات مزعومة ستضر أولا المالكين.
هذه دعاية رخيصة وغبية لا تنطلي على النبهاء.
– ما هي طبيعة الخلاف بينك وبين السلطات المغربية؟
= الخلاف بيننا سياسي سببه كتاباتي وتحليلاتي الحرة النبرة، خصوصا تلك التي أصوغها باللغتين الانكليزية والفرنسية والتي تنتقد أحيانا السلطة بشكل متشدد، فأنا أتصرف وأكتب وأقول ما أنا مقتنع به وكأننا في مملكة النرويج وليس بالمملكة المغربية، والآن أؤدي ثمن هذا البون الجغرافي والسياسي الشاسع… (يضحك).
المضايقات هدفها أن أبتعد عن جمعية “الحرية الآن” freedom now والتقارب الإسلامي العَلماني، وأن أغير من أسلوب كتاباتي ومحتواها الذي أحيانا يفضح السلطة بشكل واضح وهم يعتبرونه فاضحا.
– أنت تخوض إضرابا عن الطعام بشكل لا محدود هدد حياتك في اليوم التاسع منه، ألا تخشى الأسوأ في مقبل الأيام؟
= سأتابع هذه المبادرة النضالية حتى تنتهي الضغوطات اللاقانونية ضدي وخصوصا رفع المنع عني من السفر إلى خارج المغرب والرجوع إليه متى شئت كباقي المواطنين، وإيقاف حملة التشهير ضدي في الصحف والمواقع المشبوهة والمعروفة للجميع لأن ذالك يضر بأناس لا ناقة لهم ولا جمل في قضية سياسية وهم عائلتي وزملائي في المجتمع المدني…