لماذا لا يستطيع دونالد ترامب الهجوم على إيران خلال ما تبقى من فترة رئاسته؟

سفن حربية أمريكية

تداول وسائل الإعلام الدولية مخاوف من توجيه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ضربة عسكرية الى إيران، وهذه الفرضية هي مجرد تكهنات لا تقوم على أسس سياسية وعسكرية متينة وواقعية.

وتعالج الصحافة الدولية جوانب المغامرة لدى الرئيس ترامب وبعض قرارات التهور وآخرها عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن أو إقالته لعدد من المسؤولين، علما أن الإقالة من صلاحياته الدستورية كما أن التشكيك في النتائج من حقوقه حتى اجتماع المجمع الانتخابي للتصويت على الرئيس. وعموما، تبقى فرضية الحرب مستبعدة بشكل نهائي لأسباب متعددة ومنها:

في المقام الأول، ينتمي ترامب إلى تلك الشريحة من السياسيين الرافضين للحروب الخارجية، ولهذا اكتسب شعبية كبيرة عند دعاة الانعزالية، أي انسحاب الولايات المتحدة من زعامة العالم في الحروب والنزاعات. وكان قد اعتبر غزو العراق من أكبر الأخطاء الفادحة في تاريخ الولايات المتحدة. وإذا ما شن أي حرب خلال ما تبقى له من ولاية، وهي 70 يوما، سيوجه ضربة قاضية لحظوظ الحزب الجمهوري مستقبلا بل وحظوظه هو شخصيا إذا ترشح سنة 2024.

في المقام الثاني، لا يمكن للرئيس خلال الفترة الانتقالية توريط البلاد في حرب عسكرية لأن سلطته على القرار العسكري تتلخص فقط في حماية البلاد من أي اعتداء خارجي وليس التسبب في الحرب. وأقصى ما يمكن أن يقوم به هو توجيه ضربة إلى جماعات إرهابية إذا استدعت الضرورة.

في المقام الثالث، قرار الهجوم على بلد ما يأتي بعد تقارير لـ 13 جهازا استخباراتيا والخارجية بأنه يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي الأمريكي. والحالة هذه أن مختلف وكالات الاستخبارات لم ترفع أي تقرير حول أي بلد ومنها إيران. وبالتالي، لا توجد التقارير العسكرية-الاستخباراتية التي سيعتمد عليها ترامب لإعلان الحرب.

في المقام الرابع، علاقة ترامب بالقادة العسكريين متوترة للغاية وخاصة بعد إقالته لوزير الدفاع مارك إيسبر  والاستقالات التي تلته من البنتاغون يوم الثلاثاء. وأخذ القائد العسكري مارك ميلي أعلى قيادة عسكرية في البلاد مسافة من ترامب، وقد رفض أوامره بالنزول إلى الشارع الأمريكي لقمع التظاهرات التي تلت مقتل جورج فلويد خلال مايو الماضي، ومن الصعب أن تبحث القيادة العسكرية قرار ترامب بالهجوم على أي بلد ومنها إيران أو تعمل على تحريك القوات.

وأخيرا، الحرب على إيران تتطلب استعدادا لوجيستيا ضخما للغاية، بينما مختلف حاملات الطائرات بعيدة عن الشرق الأوسط في الوقت الراهن باستثناء حاملة الطائرات نميتز التي كانت في البحرين. وتوجد حاملة الطائرات رونالد ريغان في اليابان وجيرالد فورد وماكين وواسب في الساحل الأمريكي وأخرى في الصيانة. وعند أي توتر، يسحب البنتاغون حاملة الطائرات من الخليج تحسبا للصواريخ الإيرانية. وستكون الحرب الأكثر قساوة في الخسائر بعد الحرب العالمية الثانية. ولهذا هناك رفض لدخول حرب مع دولة تمتلك قدرات عسكرية حقيقية وتحظى بدعم صيني وروسي قوي. وعندما اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني سليماني كان في الأراضي العراقية وليس الإيرانية لتجنب الحرب. وعلاقة بهذا، تستمر بعض الصحف والمحللين في الحديث عن حرب وشيكة ضد إيران طيلة سنوات. وكانت “القدس العربي” قد نشرت يوم 27 فبراير 2017 مقالا بعنوان “واشنطن لن تشن حربا ضد إيران لا الآن ولا مستقبلا” تستعرض فيه الأسباب التي لن تسمح بحدوث الحرب.

Sign In

Reset Your Password