لم تنفذ الولايات المتحدة تهديدها باعتراض السفن الإيرانية المحملة بالطاقة ومواد مشتقة من البترول التي بدأت ومنذ أيام تصل الى فنزويلا، ويعود ذلك الى عدد من العوامل على رأسها تأثير كورونا فيروس على انتشار الجيش الأمريكي في العالم.
ومنذ إعلان إيران مساعدة فنزويلا بتزويدها بالبنزين ومواد بترولية بحكم عجز هذا البلد مثل عدد من الدول النفطية تحويل البترول الى بنزين، هدد البيت الأبيض بمنع هذه السفن من الوصول الى الموانئ الفنزويلية. لكن هذا التهديد الذي يشبه الحصار الأمريكي المفروض على كوبا لم يتم ترجمته الى عمل عسكري ضد السفن الإيرانية والتي وصلت الى فنزويلا، وذلك لأسباب سياسية ولوجستيكية متعددة.
كالعادة، لا تتجاوز تصريحات البيت الأبيض التلويح بالحرب ضد فنزويلا بحكم عدم رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدخول في مغامرة عسكرية على بعد أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية، وهو الرئيس الذي تعهد بسحب القوات الأمريكية من مناطق النزاع.
ومن الناحية العسكرية، لا يتوفر البنتاغون على أي حاملة طائرات في منطقة الكاريبي أو مدمرة كبيرة، وفق خريطة انتشار السفن التي نشرها المعهد القومي للبحرية الأمريكية. وحتى بداية الأسبوع الجاري، وبعد وصول أول سفينة إيرانية محملة بالبنزين ومشتقات بترولية الى فنزويلا، كانت أقرب حاملة طائرات وهي ترومان الى منطقة الكاريبي توجد على بعد ألفي ميل، متمركزة في المنطقة البحرية ما بين نيويورك وواشنطن، والأخرى وهي نيمتز متمركزة في سواحل كاليفورنيا. بينما تمركزت خمس مدمرات وحاملات طائرات في الخليج العربي وأمام السواحل الصينية ومنها حاملة الطائرات رونالد ريغان وروزفلت، وتتواجد إيزنهاور في الخليج العربي.
ورغم إعلان البنتاغون إعادة تشغيل الأسطول الأمريكي الرابع جاكسون فيل في فلوريدا، لم يتم تعيين سفن حربية خاصة بمراقبة أمريكا اللاتينية بمناطقها الثلاث الكاريبي والوسطى والجنوبية.
ومن العوامل الأخرى، هو هاجس كورونا فيروس، حيث يتجنب البنتاغون تحريك قوات عسكرية طالما لا يوجد لقاح قادر على حماية الجنود الأمريكين من هذا الفيروس.
ويبقى العامل الرئيسي هو التخوف من رد فعل انتحاري للإيرانيين باستهداف سفن حربية أمريكية، حيث توجد في قاعدة البحرين المدمرة الأمريكية باتان وهي في مرمى الصواريخ الإيرانية، وكذلك حاملة الطائرات إيزنهاور عند مدخل الخليج. كما لن تضم الولايات المتحدة رد فعل عسكري من القوات الفنزويلية التي تتوفر على منظومة صواريخ متطورة تشكل خطرا على المقاتلات الأمريكية. وتوجد سفن عسكرية أمريكية في الكاريبي لكنها ليست بالحجم لشن حصار حقيقي دون التعرض لرد. وإذا أراد البنتاغون تنفيذ حصار على فنزويلا يلزمه على الأقل حاملتي طائرات، واحدة متمركزة في الشاطئ الأطلسي والأخرى في الهادي.