قرر القضاء الإسباني للمرة الثالثة حفظ الدعوى التي تقدم بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران ضد جريدة الباييس والصحفي السابق في هذه الجريدة إغناسيو سيمبريرو بتهمة الترويج الإرهاب بسبب نشر شريط فيديو إرهابي. ويضع القرار الدولة المغربية في موقف حرج في ملف الصحفي علي أنوزلا الذي اعتقل ويتابع في الملف نفسه.
ونشر سيمبيرو نص قرار الحكم الصادر عن القاضي بيرموديث الذي كان قد تولى النطق في قضايا أول خلية إرهابية في القاعدة وتفجيرات 11 مارس، حيث يعتبر القاضي أن جريدة الباييس والصحفي أبانا بشكل قاطع أن شريط فيديو تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هو شريط إرهابي. ويضيف أن الأمر يتعلق بعمل إعلامي وليس ترويجا للإرهاب.
وهذه هي المرة الثالثة التي يقوم فيها القضاء الإسباني بحفظ دعوى رئيس حكومة المغرب. وكانت المرة الأولى عندما تقدم ابنكيران للنيابة العامة مباشرة بالدعوى خلال ديسمبر 2013، ورفضت النيابة العامة في قرار لها خلال يونيو 2014. واستأنف محامي الحكومة القرار لدى المحكمة الوطنية في مدريد، وقام القضاء مجددا خلال غشت الماضي بحفظ الدعوى.
وكانت المفاجأة هي قيام الدولة المغربية بالإستئناف، واستمع القاضي لكل من الصحفي سيمبريرو والمدير السابق لجريدة الباييس خافيير مورينو، وكان القرار الصادر هذه الأيام بحفظ الدعوى لعدم وجود نية في الترويج للإرهاب بل يتعلق الأمر فقط بالإعلام.
وكانت الباييس قد نشرت شريط القاعدة في المغرب الإرهابي خلال سبتمبر 2013، ونشرت جريدة لكم الرقمية التي كان يديرها علي أنوزلا رابطا للشريط، وقامت السلطات المغربية باعتقال علي أنوزلا، الأمر الذي خلف ضجة إعلامية وسياسية بما فيها موقف صادر عن الخارجية الأمريكية التي نفت طابع فرضية الإرهاب عن علي أوزلا، ونشرت جريدة الواشنطن بوست افتتاحية تشجب فيها قرار الدولة المغربية.
واعتمادا على قانون الإرهاب، يؤكد الخبراء استحالة إدانة جريدة مثل الباييس بتهمة الإرهاب في وقت خصصت فيه افتتاحيات عديدة للتنديد بالإرهاب المرتبط بالدين. واعتادت وسائل الاعلام الغربية نشر أشرطة لمجموعات إرهابية بما فيها بي بي سي مثل إيران وإيتا بل والقاعدة، وهناك من يتحفظ على النشر وهناك من يعتبر ضرورة حق الاعلام.
وعلى ضوء قرار القضاء الجديد، يبقى التساؤل العريض هو كيف سيتصرف القضاء المغربي في ملف علي أنوزلا بحكم أن جريدة لكم نشرت فقط رابط الشريط نقلا عن جريدة الباييس.